كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 32 أُسس الاحكام الشرعية في الاسلام

تخبط المسلمون منذ القدم في طريقة بناء احكامهم الشرعية ، فهم تارة يعتمدون على تفاسير قرآنية خاطئة لا تراعي علم التأويل الذي حرمه فقهائهم ، واخرى على احاديث نبوية وروايات اما لأئمة اهل البيت ع او للسلف الصالح رض .

ونحن في الاسلام الليبرالي كنا دائماً نبين رأينا بتلك الاحاديث والروايات وبكل صراحة ووضوح ، وهو عدم الاعتماد عليها في بناء الاحكام الشرعية .

فأغلبها موضوع بلا ادنى شك ، سوى ما تطابق منها مع الايات الشريفة ، ونجد فقهاء المسلمين ولقرون طويلة يتراشقون فيما بينهم بتهم الكفر لمن خالفهم في الرأي فيها ، ان كانت صحيحة او ضعيفة او مرسلة او موضوعة .

لذلك يكون القرآن الكريم ، المحفوظ من قبله تعالى ، والمتفق على عدم تحريفه ، هو المصدر الوحيد لبناء الاحكام الشرعية .

هنا سنضرب مثلين اثنين ونكتفي ، كون الامثلة على ذلك لا حصر لها ولاعدد ..

1 – عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن الرسول ص قال “عقل الكافر نصف عقل المؤمن” رواه النسائي والترمذي والبيهقي وصححه الألباني .

وعلى ذلك الحديث المكذوب عنه ص والمرفوض عقلياً ومنطقياً وحتى شرعياً ، كونه تعالى خلق جميع خلقه في احسن تقويم ولم يفرق في عطاياه ونعمه عليهم .

بني حكمٌ في الاسلام هو : تكون ديّة ذلك الكتابي الذمي الغير حربي هي نصف دية المسلم بحسب المالكية والحنابلة .

وهذا هو الفيصل والدليل على نفي هذا الحديث ، من عنده تعالى في القرآن الكريم ، والذي يقول في جميع الخلق

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ..

وآية شريفة اخرى ، ايضاً تخالف ذلك الحديث الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ..

وهنا يقصد الله تعالى الانسان بغض النظر عن معتقده .

وهل المسلمون فقط هم ابناء آدم ؟ ام وحدهم من ينتمي للانسانية ؟

آية شريفة اخرى

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء: الآية92) .

وبحسب هذه الآية الشريفة ، قالت الحنفية بتساوي ديّة الذمي والكافر مع ديّة المسلم .

وذهب الشافعية إلى أن دية اليهودي والنصراني (اهل الذمة) هي ثلث دية المسلم ، ودية الوثني والمجوسي ونحوهما ثلثا عشر دية المسلم ، ودليلهم في ذلك ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عمر بن الخطاب، قال “دية اليهودي والنصراني أربعة آلاف ودية المجوسي ثمانمائة” وذكره الترمذي في سننه .

2- حديث “أنا الضحوك القتال”

ذلك الحديث المكذوب عنه ص ، والذي يمثل اول طعنة بشخص النبي الاكرم ص ، فهو يتعارض مع قوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( القلم 4 )

لكن نرى ان ذلك الحديث الموضوع يذكره بلا تحقيق او تمحيص ، شيخ الإسلام في عدة من كتبه كالسياسة الشرعية ودرء التعارض والصارم المسلول وهداية الحيارى ومنهاج السنة ، وكذلك يذكره ابن القيم في زاد المعاد ، وذكره ابن كثير في التفسير .

أترك تعليقك