كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 26 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 33 حكم الوضوء في القرآن

حكم الوضوء في القرآن

لا يشك اثنان على ان حكم الوضوء جاء من اجل النظافة ، والدليل هو قوله تعالى في الاية الشريفة 6 من سورة المائدة

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يُريدُ اللّهُ لِيَجعلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَج وَلكن يُريد ليُطهّركُمْ..

وكان الماء الذي هو اساس تلك النظافة المقصودة، شحيح في شبه الجزيرة العربية التي عاش بها الرسول الكريم ص والمسلمون الاوائل ، لذلك قننها الله تعالى بتلك الغسلتان والمسحتان ، من خلال نفس الاية الشريفة ، من اجل الاقتصاد في تلك المادة الحيوية .

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ..

وكالعادة تنازع فقهاء المسلمين فيما بينهم ليصل ذلك النزاع الذي اساسه هو السلطة والجاه والمال ، الينا نحن عموم المسلمين مهما كانت مذاهبنا ، لنقع ضحايا لتلك النزاعات الكهنوتية .

ونحن كمسلمون نعلن برائتنا الى الله من تلك النزاعات التي افتعلها غيرنا ، بعناوين شتى كالقراءات الصحيحة الذي يدعيها البعض ، والمغلوطة التي يتهمون مخالفيهم فيها .

ولهاذا الطرف فقهاءه وفطاحلته في اللغة العربية ، ولذلك الطرف ايضاً علماءه واساطينه في نفس اللغة .

والمشكلة دائماً هي اما حرف واحد او فتحة او كسرة الخ. كما في الواو في بحثنا هذا ، او بفتح اللام او كسرها ، او ان تكون النقطة كما في آية التأويل .

فذلك يشتم ويلعن ويكفر بل ويحث على قتل من يسميهم “بالروافض” كونهم قرأوها بكسر اللام ، لذلك فهم لا يعطفون الرجلين (المختلف على تنظيفهما) على اليدين المتفق على غسلهما ، بل يمسحون عليهما فقط .

والاخر يكفر ويلعن ويتوعد بالدرك الاسفل من النار لمن يسميهم “بالنواصب” ، كونهم قالوا بفتح اللام الذي من خلاله يتم عطف الرجلين على اليدين اللتان تغسلان الى المرافق .

اي فقه هذا والطرفان يشهدان بالشهادتين ؟

ونجد المعتدلين من الطرفين يقولون لا بأس إن كان المخالف على خطأ في وضوءه ، فإن مسحَ برأسه ورجليه فهذا صحيح بالنسبة له ، ويتفضل عليه بعدم دخوله النار وإن لم يقرأ الآية بصورة صحيحة .

وكذلك الطرف الآخر يقول بالنسبة للذين يغسلون ارجلهم ، لا ضير في ذلك وإن خالف نص القرآن القائل بالمسح على الرأس والرجلين .

هنا وبعد كل ذلك العرض الطويل المُمل على خلاف دام لاكثر من اربعة عشر قرناً من الزمن ، لما يقارب ربع سكان الارض ، ازهقت بسببه ارواح كثيرة وسفكت فيه بحور من دماءهم وانتهكت اعراض لا يعلم عددها سوى الله تعالى .

كل ذلك اما بسبب خلاف في القراءة للقرآن الكريم الذي نزل بلغتهم ، او بسبب حديث موضوع مكذوب عن النبي ص .

ومنهم من يقول ان الاغسال الواجبة فقط تجزي عن الوضوء ، ليخالفهم بذلك نظيرهم في الدين نفسه ويقول جميع الاغسال ، الواجب منها والمستحب تجزئ عن الوضوء !

الخلاصة ..

اي غسل لجميع اجزاء الجسم ، سواء كان واجب ام مستحب ام بلا اي نية كانت ، هو قطعاً يجزئ عن الوضوء .

أترك تعليقك