كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 26 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 34 كيفية قراءة القرآن الكريم

القرآن الكريم هو دستور حياة للمسلمين كافة ، لذلك فقراءته تختلف عن قراءة القصص والروايات ، ولا من كمية مطلوبة من قراءته وكأنها مسابقة ، فلان كان يختم القرآن ستون مرة خلال شهر رمضان المبارك ، وآخر كان يقرأ القرآن كله في سجدة واحدة ، حتى وصلت تلك المباراة الى حفظه على ظهر قلب من قبل الاطفال ، والذي لا وجود لاي دليل في القرآن الكريم على حفظه .

ففي كل ما تقدم سيكون القرآن مجرد وسيلة للرياء والكسب المادي من خلال الشهرة ، دون الانتفاع الحقيقي منه .

بل اذا قُرئ بصورة خاطئة اي بدون فهم للتأويل ، فسيكون سلاحاً خطيراً بيد اولائك المراهقين واليافعين الذين لم يكتمل عندهم نمو وتطور الدماغ ، كونهم لا يزالون في مرحلة النمو الطبيعي .

لذلك ترى مشايخ السوء والتطرف يغرون تلك الاعمار بكاريزماتهم الكلامية من اجل كسبهم وجر ارجلهم الى بعض المساجد ، تلك المساجد التي هي لم تعد بيوتاً للرحمن بل حولها الكهنوت الى بيوتاً للشيطان الذي يعبد فيها من دون الله .

فأساطين القتل والارهاب امثال بن لادن والزرقاوي والآلاف من امثالهم من جنود إبليس ، كلهم تربوا في تلك المساجد الشيطانية وعلى يد الكهنوت المضلل ، فمن منهم كان يشرب الخمر او يتردد على الحانات والمراقص ؟

ولم يقرأوا قصص آرسين لوبين او قصص نجيب محفوض الشيقة او كتب الفيلسوف علي الوردي القيّمة وغيرها ، بل لم يكن لديهم من سلوى سوى كتاب الله الاسير بأياديهم الملوثة ، يقرأونه ليل نهار لتزداد شراهتهم للدم الحرام .

اذن فلا من وجود لذلك الهوس والشعوذة المتمثلان بحفظ القرآن الكريم ، بل هي قراءة بتدَّبر وتفكير وتأمل طويل ، فعسى ان تقرأ في العام الواحد آية واحدة وتفهم تأويلها جيداً وتطبق احكامها ، خيراً من قراءة القرآن كله في ساعة واحدة .

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ..

ففي هذه الآيـة المياركة اراد الخالق ان يبين لنا أن الغرض الأساس من إنزال القرآن الكريم هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة التي يؤجر من يتلوها .

أترك تعليقك