كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 15 أبريل 2015 | الكاتب

الحلقة 40 لا شفاء طبي ولا سعادة في القرآن الكريم

إبتدع الافاكون والخراصون من وعاض السلاطين منذ القدم ، أكذوبة العلاج الطبي في القرآن الكريم ، وذلك من اجل اسكات فقراء الرعية من المطالبة بخدمات صحية اسوة بسلاطينهم الطغاة وحواشيهم .

فقالوا بمجرد قراءة سور قرآنية معينة ، ستشفى امراضاً كثيرة ، كأوجاع الرأس والبطن والصدر والامراض الخبيثة والنفسية الخ.

من خلال التلاوة في وجه المريض او على الماء الذي يشربه ، وفي احيان اخرى بطرق لا ارغب بذكرها .

اي استهزاء بكتاب الله اكثر من هذا ؟

فنراهم يستندون في دجلهم هذا على البسطاء ، على بعض الآيات الشريفة من دون تأويلها الصحيح ، منها في سورة يونس

بسم الله الرحمن الرحيم

يا ايها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة ..

وكذلك في سورة الاسراء

بسم الله الرحمن الرحيم

وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين

وآية اخرى من سورة فصلت

بسم الله الرحمن الرحيم

قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء

فتأويل كلمة شفاء في كل تلك الآيات الشريفة هو المعرفة والايمان بكلام الله وتعاليمه في دحض الشر والباطل والشرك ، والشفاء من امراض الكفر بالله والانسانية والتخلص منها ، والدليل هو استعمال كلمة صدور في القرآن الكريم والتي لا تعني بطبيعة الحال العضوية بل الفكرية ، كما في قوله تعالى في سورة غافر

بسم الله الرحمن الرحيم

يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ

وكما هو واضح ان تعبير الخالق في “وما تخفي الصدور” هو ما تخفيه سريرة الانسان .

وعبر القرآن الكريم عن التفكير والسريرة بالصدر ، كما في الايتين الكريمة 25 و 26 من سورة طه

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ..

إذن فالقرآن الكريم هو دستور للحياة وليس كتاب طب كما يحاول البعض تصويره ، فلا ننخدع .

وكلمة شفاء هي مرادفة لكلمة هدى والتأكيد عليها .

واما السعادة في قراءته فهي سعادة الفوز بالايمان والمعرفة للسير في الطريق السليم ، وليس المقصود منها الفرح والبهجة .

“مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى” وفي أخرى “فَإمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ ولا يَشْقَى” .

أترك تعليقك