كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 23 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 1 الكافر والمُشرك في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم ،، انما المشركون نَجَس
(التوبة 28)
استدل المفسرون والمؤولون خطأً من هذه الاية الشريفة على ان غير المسلم هو كائن حي نَجِسْ ، اي لو مَسه المُسلم وجب عليه التَطّهُر بالماء او التيمم ، كونه عين النجاسة !
هذا الامام وخليفة رسول الله ص علي بن ابي طالب ع يقول : الناس صنفان ، اما اخ لك في الدين ، او نظيرٌ لك في الخلق ، فكيف توصلوا الى تنجيس ذلك النظير لا اعلم .
وكالعادة تراهم مختلفين حول اهل الكتاب ، فمنهم من يحسبهم على “المشركين”(حسب تفاسيرهم طبعاً) كالبوذيين والسيخ والهندوس ، وذلك لقول النصارى إن الله ثالث ثلاثة في قولهم : بإسم الاب والإبن وروح القدس إله واحد، وقول اليهود ان العزير ابن الله ، ولكن تجد القليل ممن مَنَّ عليهم وقال بتوحيدهم كون نيتهم هي كذلك .
وهذا بحد ذاته كفرٌ صريح بالخالق تعالى ، ترفضه الفطرة الانسانية السليمة التي خلقنا عليها سبحانه ، فكيف يميّز الخالق بين البشر والعدل هو اولى صفاته ؟
وهو سبحانه القائل
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا   (الاسراء 70)
اخطأ المسلمون في تأويل  أهم كلمتين في كتاب الله وهما الكافر والمشرك ، وبسبب ذلك الخطأ الجسيم تخبطوا كثيراً في مواقفهم تجاه اقرانهم من البشر من الذين يتدينون بأديان اخرى ، بل نرى ذلك التخبط واضحاً حتى بين المسلمين انفسهم ، الذين يكفر بعضهم البعض لاسباب تافهة ، حتى حولوا الدين الاسلامي من دين سماحة الى دين تكفير .
فهم يفسرون كلمة كافر على انه من كفر بالخالق ولم يلتزم ببعض التطبيقات ، والمشرك هو من اشرك به من خلال عبادة غير الله ، لهذا جاءت تفاسير القرآن الكريم متضاربة يخالف بعضها البعض .
اما التأويل الصحيح لكلمتي كافر ومشرك هو : من كفر واشرك بربه من خلال ظُلم او اعتداء على بنو جلدته من البشر ، لذلك فإن هذا الخطأ الفادح أوقعهم في مأزق كبير لا يعرفون الخروج منه .
فمن البديهي ان لا يميّز الخالق بين من خَلَق بسبب معتقدات هو من امرهم بها ، فالكل يعبده ولكن بطريقته التي ورثها عن اسلافه وكهنوته .
 فبهذا يصبح كل طغاة العالم كفار ومشركون مهما كان دينهم ، ومن جانب آخر يصبح المسالم الخيّر والنافع للانسانية مؤمناً محترماً ومسلماً لله مهما كان دينه .
ومعنى العبادة له وحده لا شريك له هي : ان يُقصَد وجه الخالق في اعمال جميع البشر ، فالانسان لا يمكنه عبادة سوى خالقه ولكن من خلال فهمه والطريقة التي تعلمها من ابواه والمجتمع كما اسلفنا ، لذلك فالبوذي عندما يعبد تمثال بوذا ، فهو ينوي عبادة خالقه الحقيقي وليس ذلك الحجر ، وكذلك من يعبد النار والشمس والقمر الخ. ، ولا يميزهم فيما بينهم سوى اعمالهم وافعالهم .
وكما هو معروف ان الدين الاسلامي المحمدي  هو دين النيّة ، ونيّة المرء خير من عمله .
وكذلك آيات اخرى كثيرة تسبب عدم تأويلها بصورة صحيحة في ازهاق ارواح ابرياء كثر لا يحصى عددهم ، مثلاً : وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ، واخرى تقول : فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق .
ورأينا مطبقوا الشريعة من “جنودالله واحزابه وظلاله” كيف كانوا يقتلون ضحاياهم من الابرياء وهم يرددون تلك الايات الشريفة .

أترك تعليقك