كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 22 سبتمبر 2015 | الكاتب

الحلقة 43 ضرب المرأة في الاسلام

لا شك ان المسلمين اليوم لديهم مشكلة كبيرة (هي جزء من مشاكل عدة) ولا يعرفون حلاً مناسباً لها، وستبقى تؤرقهم وتزعجهم لقرون طويلة إن لم يعترفوا بها على انها مشكلة .

وبسبب العولمة التي سلطت الاضواء على حقائق لا حصر لها كانت مخفية ، برزت الى السطح مشاكل كثيرة ورثناها من التراث الاسلامي منها كارثة ضرب المرأة ، التي جاءت على شكل أمر إلهي في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن
واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ..(النساء 34).

فتخبط الفقهاء والمفسرون في كيفية التخلص من هذه المعضلة التي احرجتهم امام المجتمع العالمي والاسرة الدولية،
فمنهم من قال ضرباً غير مبرحاً ، اي ضرباً لطيفاً بعضد الكرفس، وهذا هو الطعن المباشر في جدية القرآن الكريم وتصوير كلام الخالق بالعبثي ، “وعبقري” آخر يقول ان معنى اضرب هو افترق او ابعد عنها ، مستنداً على الاية الشريفة من سورة الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم
ان اضرب بعصاك البحر (اي فَرّق) ..
وتفنيد هذا الرأي الوهن يتلخص بعدم الخوض به ، فمن سياق وتسلسل الاية الواضحة والتي تتكلم عن عقوبة معينة لذنب معين وهو النشوز (الذي معناه عدم طاعة المرأة لزوجها) ، تأتي تلك العقوبة المثلثة وهي الموعضة والهجر والضرب كلها في آنٍ واحد ، وإن كان من قال بتسلسلها بفواصل، الا ان ذلك التسلسل لا يغير من واقع عقوبة الضرب تلك .
وتكمل الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ..
اي ان الله تعالى اراد ان يبين لنا بأن ذلك الضرب هو بغي ، اذن فكيف يكون ضرب السواك او عضد الكرفس الذي اجمع عليه المسلمون او حتى الانفصال ان يكون بغي ؟

اذن فالمراد بالضرب هنا هو الضرب الجسدي الرادع للنشوز الذي يعتبره المسلمون جريمة كبرى ! (ونحن لا نعتبره اكثر من سوء فهم يمكن حله بهدوء بين الطرفين بلا ان يتدخل طرفاً ثالثاً فيزداد الامر تعقيداً) ولكن اليوم لا يمكن ان تُضرب المرآة لاجبارها على طاعة زوجها، والا سجن ذلك الزوج من خلال القوانين المدنية التي تمنع العنف الجسدي بين البشر، ويجب ان يلتزم بها كل انسان، فالكثير منهن لا يطعن ازواجهن، فهل يجب ان يُكرَهن ويُضرَبن ؟
بل التفاهم والتوافق في الحياة الزوجية المباركة بين الزوجين هو من يمنع كلا الطرفين من البغي والتمرد والاساءة الى الطرف الآخر.

إذن فأمر الضرب هذا وجد لذلك الزمان الغابر فقط، ولا يجوز اللجوء اليه استناداً لتلك الاية القرآنية المباركة بأي حالٍ من الاحوال .

أترك تعليقك