كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 23 سبتمبر 2015 | الكاتب

الحلقة 45 الاضاحي في الاسلام

الاضحية هي فقط للانسان البالغ والمستطيع الذي يقصد اداء مراسم الحج .
وليس من الضرورة ان تكون تلك الاضحية في مكان الحج ، بل من الافضل ان يضحي بها في بلاد تكون الحاجة فيها الى الإطعام كبيرة .
فالمراد بالاضحية هي اطعام المحتاج ومن به خصاصة ، وهذا الهدف السامي والرئيس لذلك العمل الانساني لم يعد اليوم متوفراً في مكة المكرمة، اذ نرى ملايين الاضاحي تدفن بعد تفسخها بأشعة الشمس المحرقة ، إذن فهي اصبحت عادة عبثية واسراف مرفوض ، الغاية منه الارباح الكبيرة لتجار الحج .

نعم ويمكن للحاج ان يتصدق بذلك المال المخصص لتلك الاضحية في مناحي اخرى ككفالة يتيم او اكساء محتاجين الخ. من موارد الصدقات .

وإلى من يقول بوجوب التضحية في المشعر الحرام (مِنى) ، ليعلم إن المجازر التي بنيت مؤخراً هي خارج الحدود الجغرافية لمشعر مِنى، وهذا سبب آخر يجعلنا نفكر ملياً بهذه المجزرة البيئية والاقتصادية العبثية .

ولا يشترط لغير الذي يؤدي فريضة الحج ان يضغط على نفسه ويضحي ، كما في الاية الشريفة 286 من سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم
(لا يكلف الله نفساً الا وسعها..)
الا اذا كان ميسور الحال وينوي من تلك الاضحية اطعام المحتاجين، وكذلك يمكنه ان يتصدق بذلك المبلغ كيف ما يشاء في سبيل الله .
ويمكنه ايضاً ان يؤجل تلك الصدقة المستحبة والغير واجبة الى اي وقتٍ يراه مناسباً، مثلاً إن رأى في العيد ان جميع الناس يأكلون اللحم فله ان يضحي او يتصدق في وقت آخر تكون فيه الحاجة للاطعام اكبر .

إذن فالسُنة الحسنة التي قام بها النبي ص في ما يخص الاضحية في العيد قد انتفت في مكان الحج ولم تعد موجودة، وهي اطعام المحتاج والذبح في المشعر الحرام ، لذلك فعلى المسلم الواعي ان يتصدق بما يمكنه كيف ما يشاء وأين ما يشاء ولا من وقت محدد لتلك الصدقة .

أترك تعليقك