كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 23 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 3 الربا في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون .
(آل عمران 130)
ذهب مفسروا المسلمين الى التحريم المطلق للربا بانواعه وأشكاله ، استناداً الى هذه الاية الكريمة
من دون البحث في تأويلها الصحيح ، مما خلق جواً من الارتباك في الاقتصاد الاسلامي وسوقه ، وجعله متأخراً عن باقي اقتصادات العالم واسواقها .
ما هو الربا ؟
الربا في اللغة هو الزيادة المطلقة والمضاعفة ، وليس القصد منه الفائدة الربحية المعقولة والمقبولة التي تعتمد عليها اقتصادات الامم المتطورة .
ما هي الفائدة ؟
هي عملية تجارية مربحة وجدها الانسان منذ القِدَم ، لتسهيل امر الناس وتسيير الاعمال في السوق ، من خلال إقراض المال وإقتراضه مع اضافة ارباح بنسب معينة محسوبة ومنظمة بضوابط السوق وبإشراف سلطة القانون .
وفي هذه الآية الشريفة ينهى الخالق عن الاسراف في الارباح من ذلك العمل ، واصفاً اياه بأن لا يكون اضعافاً مضاعفة لأصل المال المُقتَرَض .
فإن حصل ذلك فهو خلاف تقوى الله التي هي اصل كل عمل يقوم به الانسان ، وفيه اثم كبير  .
اذن فالنهي في كلمة لا تأكلوا الربا هو من باب النهي عن اي ارباح فاحشة ، ليس من الضروري عن طريق الربا فقط ، بل قد تكون عن طريق مضاربة تجارية مثلاً .
لذلك يجب تقنين ذلك العمل التجاري الحيوي ، وجعله مقبول عرفاً من خلال فتح باب التنافس ومنع الاحتكار ، ليكون سهلاً وممكناً .
فبسبب ذلك الخلل في التفاسير المتضاربة فيما بينها ، نشأت فئة محتكره له غالباً ما تكون في السر ، لا ضوابط عليها ولا قانون يردعها ، كون لا منافس لها بسبب ذلك التحريم القطعي الخاطئ ، والناتج عن سوء فهم في التأويل لذلك النوع من التجارة ، فتمادت في مضاعفة الارباح من تلك القروض جاعلةً اياها غير اخلاقية ، مما ادت الى تدمير الاقتصاد والسوق والمجتمع .

أترك تعليقك