كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 06 أكتوبر 2015 | الكاتب

الحلقة 47 الاسراء والمعراج في القرآن الكريم

كثر الحديث حول الاسراء والمعراج مؤخراً، وخصوصاً بعد ظهور تقنيات التواصل الالكتروني وفضائيات شبكتها العنكبوتية المتمثلة في يوتيوب ، ليتها كانت احاديث موضوعية او نقاشية الغاية منها معرفة الحقيقة، بل سخرية واستهزاء بنبينا الكريم ص الغاية منها الطعن في هويتنا وديننا الحنيف، كل ذلك من خلال روايات واساطير خرافية كتبها واعتمدها وروج لها من لم يتقي الله تعالى في نبيه ودينه .

تعتبر ظاهرة الاسراء والمعراج جسمياً أمراً غير ممكناً من جهة الدليل العقلي، ومن جهة معطيات وموازين العلوم المعاصرة، بل هي أمر إعجازي خارق للعادة لذلك قام عليه الدليل النقلي فقط، فكيف ينبغي للعقل البشري قبوله والإيمان به ؟

هل بالتهديد والوعيد ؟ على ان من ينكره او يشكك به فهو منكر لضرورة الدين الثابت بالكتاب والسنة والاجماع، نعم لو كان التهديد عنه عزوجل في كتابه لآمنا واطعنا، ولكنه تهديد روائي اسطوري عن عن عن ويسمونه سُنة وإجماع .

يقول ذلك التهديد المزعوم “من كذب المعراج فقد كذب رسول الله” ، وعلى افتراض صحة تلك الرواية التهديدية والتكفيرية، فنحن لم نُكَذب الاسراء ولا المعراج بل نقول في تأويلهما، ذلك التأويل الذي ذكرته لنا الاية الشريفة من سورة آل عمران (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم)

ذكرت كلمة الاسراء في سورة الاسراء الاية 1

بسم الله الرحمن الرحيم

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ .

من الواضح جداً ان المقصود في هذه الآية الشريفة هو المنام او الطيف او الرؤية الليلية، من خلال ذكره تعالى لكلمة الليل للتأكيد، فرسول الله لا يحتاج ان يُسرى به من قبل ربه عزوجل الى السماء جسمياً، بل روحياً .

اما المعراج فيستدلون عليه من خلال سورة النجم

بسم الله الرحمن الرحيم
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى .

وكذلك هذه الاية الشريفة تريد ان تؤكد من خلال قوله تعالى قاب قوسين او ادنى، على ان النبي ص قريب كل القرب من ربه وسماواته البعيدة التي عبر عنها الخالق تعالى بسدرة المنتهى روحياً ونفسياً وليس جغرافياً، ولا من شك او إشكال في ذلك المعراج الروحي اطلاقاً كون الآية الشريفة تدل عليه .

اما ما قيل دون ذلك فيبقى روايات واحاديث متنازع عليها لا يمكننا الاستدلال بها وبنيان احكامنا الشرعية عليها .

أترك تعليقك