كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 18 نوفمبر 2016 | الكاتب

الحلقة 49 الأذان في الاسلام

الاذان لا يعدو كونه عبارة عن طيف (منام) لم يراه النبي الاكرم (ص ) ولا احد من أهل بيته الاطهار(ع) ولا احدى ازواجه امهات المؤمنين (رض) او حتى احد خلفاءه الراشدون (رض) بل رآه صحابي يدعى عبدالله بن زيد، نعم قيل إن الخليفة الثاني (رض) رأه كذلك وفي نفس الوقت، ليقوم النبي (ص) بتشريع تلك الرؤيا وفرضها كشعيرة مقدسة في الشريعة الاسلامية .

هذا بعد ان أراد النبي (ص) أن يدق النواقيس لاشعار الناس بدخول مواقيت الصلاة .

اذن فالأذان ليس نص منزل من عنده تعالى في كتابه العزيز على رسوله الكريم (ص) من خلال الأمين جبريل (ع)، بل هو منام لشخص محترم ليس اكثر، قيل اقره النبي (ص) .

ليصبح بعد ذلك طريقة تعيين مواقيت الصلاة عند المسلمين، والقرآن الكريم قد حدد للمسلمين تلك المواقيت كما في الآية الشريفة 78 من سورة الاسراء

بسم الله الرحمن الرحيم
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ..

والمقصود هنا لغوياً بدلوك الشمس هو بداية زوالها، وغسق الليل اي بدايته، وثالثاً وأخيراً صلاة الفجر .

وكذلك جاء التأكيد على تلك المواقيت نفسها ولكن بصورة لغوية اخرى، وذلك في الاية 114 من سورة هود

بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ..

ومعنى كلمة زلفا هي وقت الليل القريب من النهار، اي اوله وهو وقت الغروب، اما طرفي النهار فهما اوله وهو الفجر وآخره الذي هو وقت الزوال .

لذا أمر النبي محمد (ص) احد اعوانه واصحابه وهو بلال (رض) لتأدية أول أذان في الاسلام وقال له “أذن بنا يا بلال” وقيل في رواية اخرى “أذن بنا يا بلال على ان لا يصل صوتك مخدع نائمٍ” .

وبهذا سيكون ألأذان هو مجرد اعلان للملأ بأن وقت الصلاة التي حددها القرآن الكريم قد حان، كون لم يكن حينها آلات لتحديد تلك الاوقات، وبقي الحال طيلة حكم النبي (ص) وخلفاءه الراشدون (رض) .

حتى جاء حكم السلاطين من طغاة بنو امية الذين شيدوا من وحي خيالهم الفاسد والخليع تلك المآذن على شكلها الحالي (المدور في المشرق والمربع في المغرب) وبجانبها القبب، ليتبعهم في تلك البدعة طغاة بنو العباس وبنو عثمان حتى يومنا هذا، ولم يجرؤ احداً على ازالة تلك البدع واعادة الاسلام الى طريقه الصحيح الذي سنه لنا نبينا الاكرم محمد (ص) .

فلماذا كل هذا العند والاصرار على استعمال تلك المكبرات الصوتية في جميع دول الاسلام وغيرها ؟ التي نرى فيها تلك الجوامع التي تتبارى في اعلاء تلك المكبرات الصوتية .

نحن في منظمة (المسلمون الليبراليون) وبعد ظهور مواقيت الصلاة الالكترونية الدقيقة ونشر تلك الاوقات في النيت والصحف الرسمية والاذاعات والفضائيات، نعتقد بعدم جواز ازعاج الغير، وذلك بالاكتفاء بالاذان الصوتي دون الاستعانة بتلك المكبرات الصوتية، وذلك لسببين رئيسيين هما:

اولاً : ان اوقات الصلاة موجودة ومتوفرة ومتيسرة للجميع كما اسلفنا .
ثانياً : كونها اصبحت مصدر ازعاج كبير خصوصاً للاطفال والمرضى من المسلمين وغيرهم، فتحولت الى نقمة على الدين، لذلك ومن اجل الحفاظ على سمعة ديننا الحنيف الذي هو دين يُسر وليس دين عُسر، يجب الاكتفاء بالاذان الصوتي من دون تلك المكبرات .

أترك تعليقك