كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 23 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 8 الاسلام والإصلاح

الدين وإن كان من عنده تعالى ، وهو من تكفل بحفظه ، فهو يبقى كأي نظام تدخله الدرنات والشوائب خلال القرون الطويلة من عمره ، لذلك نرى اغلب الامم اصلحت انظمتها التي تتعبد بها خالقها مما ساهم في تقدمها ورقيها .
عند ذكرنا لكلمة أصلاح يتبادر للبعض انه هجوم صليبي على الدين ، من خلال تغيير بعض آيات القرآن الكريم ، او إهمال القيّم والتعاليم العظيمة التي اتى بها الاسلام  ، والإصلاح الديني هو العكس تماماً ، كونه ينبع من خلال القرآن الكريم نفسه ، لذلك فشرعية البحث فيه مُحرزة ، وهذا سيأتي من خلال البحث .
مسببات الشك والخوف ..
الاسباب في التشكيك في اي بادرة للاصلاح الديني تعود الى بعض المغرضين من المعممين الذين ارادوا المال والشهرة السريعة ، فراحوا يطعنون في الكثير من ألآيات الشريفة ، بل وصلت بهم الوقاحة الى تكذيب العقيدة بكاملها والنيل من شخص الحبيب المصطفى ص قبل الفرنسيين والدانيماركيين والهولنديين الخ.
وآخرون يطعنون ويكذبون ولكن بصورة غير مباشرة ، اي من خلال فن الحسچة (التورية) الذي تتميز فيه الشخصية العراقية ، والعنوان دائماً هو الضحيتين العلمانية والليبرالية .
والعجيب في الامر هو ان المساحة الاعلامية المتوفرة لتلك الجراثيم لا حدود لها خصوصاً في الاعلام العربي  ،لذلك اصبح لهم مريدون واتباع من الملحدين والزنادقة .
ويجب ان لا ننسى بأن اول من دعى للاصلاح الديني هو سبط النبي ص الامام الحسين بن علي ع بعد عقودٍ معدودات من ظهور الاسلام ، قائلا ما خرجت إلا لطلب الاصلاح في امة جدي ، فما بالنا بعد كل تلك القرون الاربعة عشر  .
البحث ..
يبدأ الاصلاح من خلال الاية الشريفة بسم الله الرحمن الرحيم ،، لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ، الى آخر الآية الشريفة .
فالكثير من ألآيات الشريفة لا يعلم تأويلها الصحيح حتى المفسرون انفسهم ، لذلك كانت تفاسيرهم كارثية على الاسلام والمسلمين ، الذين بدأوا يشعرون بالاحراج والخجل كونهم مسلمون  .
نعطي مثالاً واحداً فقط ، هو اهم كلمتين وردتا في القرآن الكريم ، هما كافر ومشرك ، نعم فتأويلهما هو من كفر واشرك بالله ، ولكن ليس لاعتناقهم اليهودية او المسيحية او البوذية او غيرها من الاديان ، بل هو الكفر في التعاليم السماوية بحق الانسان الذي هو محور وجود الخالق .
فبهذا يصبح المشرك والكافر الذي وعده الله بالعقاب ، هو من يطغي ويتجبر ويظلم ويسفك الدماء المُحَرّمة مهما كان دينه ، فمثلاً  الطغاة المسلموا الهوية يتساوون مع الطاغية هتلر المسيحي الهوية ، وكذلك المسلم والمؤمن الذي وعده الله بالثواب يكون من خلال التأويل الصحيح هو من خدم الانسان ، سواء بإبتكار او بفن او بعمل من شأنه ينقذ حياة البشر ، مهما كان دينه او معتقده .
والدليل هو الآية الشريفة بسم الله الرحمن الرحيم ،،
مِلّة أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ
(الحج 78)

أترك تعليقك