كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 24 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 15 جباية الخُمس باطلة

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( الانفال 41)

استدل القسم الاكبر من المسلمين من هذه الاية الشريفة على ان الخُمس هو فقط من غنائم الحروب .

واستدل القلة منهم على انها واجبة خارج نطاق الحروب كذلك ، وهذا لا بأس به على شرط ان لاتؤدى تلك الاموال الى من نَصَّبَ نفسه زوراً ، ولياً أو وكيلاً شرعياً على البشر ، لتُجبى له اموال تلك الفريضة ، فنقع حينئذٍ في الفساد .

نعم يمكن لاي انسان ان يجود بما لديه في سبيل الله ، بعنوان زكاة او خُمس ، ولا من حدود واجبة لذلك العطاء سوى نسبة الزكاة المعينة او الخُمس ، وله حق التصرف بذلك الجود كيفما شاء ، دون الرجوع الى اي شخص آخر .

وان لا يكون ذلك العطاء (الخُمس) بالهيئة التي هو عليها اليوم ، اي يعطى نصفها الى ما يُسمَون “بالسادة” اي المنحدرين من النسل الهاشمي ، والذين لا تشكل نسبتهم (هذا إن صَحّ نسبهم) حتى 1% من عدد المسلمين ، لاعتبارات وهمية مبنية على روايات موضوعة تقول ان الصدقة المُذلة أجازها الله فقط الى 99% مما خلق من المسلمين الذين يسمونهم تصغيراً واحتقاراً “بالعوام” ، ومنعها على 1% حفاظاً على كرامتهم !

ويشترك في النصف الآخر من ذلك الخُمس ، كل ال 99% من المسلمين ، فهل هذا معقول ؟

1% لهم النصف ، و 99% لهم النصف الاخر ؟

أليسَ ذلك يمثل طعناً بعدالته تعالى ؟ من خلال تلك القسمة الضيزى التي ابتكروها ونسبوها له سبحانه، من خلال اقوال نُسِبَت زوراً وبهتاناً للرسول الكريم ص وآل بيته الاطهار ع .

فمن أُسس فساد المؤسسة الدينية هي اموال الخُمس التي استأثرت بها شريحة ضئيلة جداً من تلك ال1% ، وهي النُخبة من ارحام كبار الكهنوت وحاشيتهم ، ليجوع باقي المسلمين حرماناً منها .

أترك تعليقك