كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 24 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 22 حجاب المرأة في الاسلام

ذُكرت كلمة حجاب مرات عديدة في القرآن الكريم، كلها يراد منها عدم الظهور بشكل كامل وليس تغطية الشعر او الوجه، لنأخذ هذه الاية الكريمة 53 من سورة الاحزاب كمثال، والتي هي احد ادلة الاسلام الاصولي على زي المرأة الحالي :

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ .
والمقصود هنا بالحجاب هو الباب او الحاجز ، ولا علاقة له باللباس .

ولا من دليل قطعي من القرآن الكريم على حجاب المرأة بصيغته الحالية، والذي يشتد خلاف المسلمين في كيفيته .

فمنهم من قال بغطاء الرأس فقط واجاز ظهور الوجه، وهذا هو عُرف اليهود الى يومنا هذا، اذ تُغَطي المرأة اليهودية المتدينة شعرها بصورة او بأخرى .

ومنهم من قال بتغطية الرأس والوجه بالنقاب واظهار عيناً واحدة ، ومنهم من تَكَرّمَ بجواز إظهار العينين، وقال آخرون بوجوب لباس الجُبّة ومنهم من قال لا داعي لها، فمن اين جاء كل هذا التخبط والاختلاف ان كان هناك دليل في القرآن الكريم ؟

يستدل الفقهاء على الحجاب العصري للمرأة من آيتين، اولهما المذكورة اعلاه ، وكما قلنا بأنها لاتدل على اللباس، والثانية وهي الاية 31 من سورة النور

بسم الله الرحمن الرحيم
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ..

فمنهم من استدل على الحجاب من قوله تعالى “يحفظن فروجهن” ودليله هو : أن من وسائل الحفاظ على الفرج هو تغطية الوجه، لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك، وبالتالي يقود الى الوصول لفرجها، اي مبدأ القياس .
وهذا لا يمكن وصفه سوى بالجنون وفقدان العقل والمنطق ، ولا من داعي للرد عليه .
ومنهم من استدل على الحجاب من خلال قوله تعالى
“وليضربن بخُمُرِهِن على جيوبهن” ‏، وهذا القول هو الاقرب للواقع .
وسبب نزول تلك الآية الكريمة اعلاه، هو ان نساء العصر الجاهلي ولقرون طويلة قبل الاسلام، كُنَ يضعن الخمار مطلوقاً الى الوراء على ظهورهن، ليضعنه على رؤوسهن عند التعرض لاشعة الشمس او رمال الصحراء، اي هو غطاء للرأس كما هو الحال بالنسبة للرجال، ولا يقصدن به حجب رؤية الشعر .
وجرت العادة ان يلبسن جلاليب واسعة من العنق فتبان من خلالها صدورهن، وهذه هي طريقة لباس المرأة في الجاهلية، فأمر القرآن نساء المسلمين بأن يستغلن ذلك الخمار الذي يطوق اعناقهن ويضربن به على صدورهن وتغطيتها .
وهذا كل ما في الامر، إذن لا دليل على ذلك “الحجاب الاسلامي” المُتبع اليوم من قِبَل البعض من النساء في هاتين الايتين الشريفتين .

ملحوظة ..
ان كان المغزى من الحجاب هو سَتر المرأة ومنع اشاعة الفواحش في المجتمع كما يقولون، فكيف يكون حُكم الأمة هو التعري ؟ اي بتغطية مابين السرة والركبة من جسدها فقط، وإن ضربت بخمارها على صدرها وتحجبت التزاماً بأوامره تعالى في تلك الآية الشريفة عوقبت، كون ألآية الشريفة واضحة تخص جميع المؤمنات به تعالى ولم تفرق بين امرأة واخرى، فالحرة في ذلك الزمان ممكن ان تُسرق بعد يوم وبالتالي تسترق، فكيف ينتفي عنها الايمان وتتعرى امام الرجال ؟

نقرأ في كتاب طبقات ابن سعد الجزء السابع ص 127 أن “عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رض كان يطوف في المدينة فإذا رأى أمة محجبة ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها ويقول :فيم الإماء يتشبهن بالحرائر “، وقال أنس “مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يالكاع أتتشبهين بالحرائر ألقى القناع”، وروى أبو حفص أن “عمر كان لايدع أمة تقنع في خلافته” .

دليل آخر على وجوب التفرقة بين الامة والحرة في اللباس هو ما رواه ابو داوود في سننه زوراً عن النبي ص :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره فلا ينظرن إلى ما دون السرة وفوق الركبة”.

اما من يتوهم بالاستدلال بالآية الكريمة 59 من سورة الاحزاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلاليبهن ذلك ادنى ان يعرفن ولا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما) على ان المراد منها هو الحجاب بصيغته الحالية، فليذهب الى ما أجمع عليه جميع المفسرين على انها للتفريق بين الاماء والحرائر فقط، ولا علاقة لتلك الاية بغطاء الشعر والوجه المسمى بالحجاب .

الخلاصة ..
الحجاب او القناع كان آنذاك للتفرقة بين الإماء المملوكات والاحرار من النساء، أما الحجاب بصيغته الحالية، سواء كان نقاباً ام خماراً للرأس فقط، فلا دليل شرعي عليه، ولا يتعدى سوى انه عُرف وموروث اجتماعي تغيّر بتغير الزمان .

التعليقات

  1. خالد يوسف النجار

    واذكر ان امهاتنا لم يكن يلبسن سوى العباءة العراقية المعروفة وبدون حجاب تحتها او فوطة ولم يكن الرجال. وقتها يعترصون على ذلك رغم تشددهم واتباعهم اوامر الكهنة الى حد بعيد ولقد علمت من ابي رحمه الله ان النقاب هو يهودي الاصل وحتى ان نساء اليهود لم يعدن يضعنه وكنت في الشارع لاتميز بين المسلمة والمسيحية والصابئية سوى عجائز الارمن اللواتي لايرتدين العباءة اصلا

    رد

أترك تعليقك