كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 24 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 23 الطلاق في الاسلام

وصِفَ الطلاق مجازاً بأنه ابغض الحلال الى الله ، اذ كرهته الانسانية جمعاء ، لما فيه من مآسي وحرمان وألم ، وغالباً مايكون الاطفال الابرياء هم اول ضحاياه .

وإن كان الزواج لم يثمر بذرية ، فهذا هو اسهل انواع الطلاق .

اما اذا كان ذلك الزواج قد نتج عنه اولاد ، فعلى الطرفين ان يفكرا جيداً ومليا قبل التسرع واتخاذ تلك الخطوة الاليمة .

فلا بأس بأن ينفصلا لمدة زمنية معينة يحددها الطرفان ، من اجل مراجعة نفسهما قبل اتخاذ اي قرار قد يندمون عليه مستقبلاً .

وبشرط ان يكون ذلك القرار المصيري نابع منهما فقط ومن دون الانصياع لأي ضغوط شخصية من قبل الاهل او الاصدقاء ، لكي يكون قرارهما وحدهما، وهما من يتحمل مسؤليته وعواقبه الوخيمة على الاولاد .

ولكن ان كان لابد منه ، فيجب ان يكون بطريقة حضارية وانسانية قبل كل شئ ، من اجل تخفيف الصدمة على الاولاد بقدر المستطاع ، وليفهم الطرفان بأن اولادهم سيعانون العمر كله نتيجة طلاق والديهما .

ففي الكثير من الحالات ينشأ الطفل معقد متألم من نمط حياة شاذة من دون والديه معاً ، كونه غالباً ما يشعر بالذنب لذلك الطلاق ، خصوصاً اذا قال له ابواه بأن الطلاق جاء من اجل راحتك .

لذلك يجب الاخذ بالاعتبار لتلك النواحي النفسية والعاطفية للاولاد .

ويحق للزوجة ان تطلبه كما يحق للزوج ذلك .

ان كان زواجاً بعقد رسمي ، يكون الطلاق بفسخ ذلك العقد رسمياً امام شهود ، وان كان الزواج بلا عقد، حينها يجريه الطرفان فيما بينهما ، بقول الرجل طلقتك نفسي ، او قول المرأة طلقتٌكَ نفسي .

ويكون من المفضل اعلان الزوجين طلاقهما .

أترك تعليقك