كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 24 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 24 ادلة ختان الذكر والانثى في الاسلام

مقدمة

ختان الذكر ..

يعبر عن ختان الذكر بالسُنة ، هو قطع القلفة ، وهي جلد رقيق فضفاض خالي من الشعر وغني بالألياف العضلية يغطي جزءاً من رأس القضيب (الحشفة)، وهي بمعظمها خصائص تسمح له بأن تستجيب لتغيير طول القضيب أثناء الانتصاب ويتم إزالتها في عملية الختان .

وفي حالة عدم التنظيف وغسل المنطقة بالماء بعد التبول

تتكون مادة تسمى “اللخن” ، وهي مادة بيضاء جبنية التكوين كريهة الرائحة ، عبارة عن خمائر بكتيرية ، والتي اذا تركت بدون تنظيف يمكن أن تسبب نتائج صحية لا تحمد عقباها .

ختان الانثى ..

يعبر عن ختان الانثى عند المسلمين “بالمكرمة” ، وهو قطع جزء من العضو التناسلي وتشويهه .

وفي الحالتين اي ختان الذكر والانثى لا وجود لدليل عليهما في كتاب الله على الاطلاق ، فاستدلال الفقهاء هو فقط من الاية الشريفة في سورة النحل 123

بسم الله الرحمن الرحيم

ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ..

واذا سألت الفقهاء اين هو امره تعالى بالختان في كتابه العزيز ؟ يجيبونك :

“وهناك أمور أهم من الختان لم تذكر في القرآن كخروج الدجال وظهور المهدي, والواجب الإيمان بها وبكل ماصح عن النبي صلى الله عليه وسلم”، اي لا جواب واضح لديهم سوى اتباع ملة ابراهيم .

ما هي مِلّة ابراهيم ع ؟

عن البخاري : الفطرة خمس ، أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد والذي استفعال الحديد لحلق العانة ، اي ما يسمى في عرفنا اليوم بالشفرة الحادة ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب .

وفى فقه الإمام أبى حنيفة (الاختيار شرح المختار للموصلي ج – 2 ص 121 في كتاب الكراهية) إن الختان للرجال سنة، وهو من الفطرة، وللنساء مكرمة، فلو اجتمع أهل (بلد) على ترك الختان قاتلهم الإمام، لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه.

وفقه الإمام الشافعي (ج – 1 ص 297 من المهذب للشيرازي وشرحه المجموع للنووي) إن الختان واجب على الرجال والنساء.

وقد استدل الفقهاء على خفاض النساء بحديث أم عطية رضي الله عنها قالت ؛ إن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم “لا تنهكى، فإن ذلك أحظى للزوج وأسرى للوجه”.

وجاء ذلك مفصلاً في رواية أخرى تقول ؛ إنه عندما هاجر النساء كان فيهن أم حبيبة، وقد عرفت بختان الجوارى، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: “يا أم حبيبة هل الذى كان في يدل، هو في يدك اليوم”، فقالت: نعم يا رسول الله، إلا أن يكون حراماً فتنهانى عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بل هو حلال، فادني منى حتى أعلمك”، فدنت منه، فقال ؛ “يا أم حبيبة، إذا أنت فعلت فلا تنهكى، فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج”، ومعنى “لا تنهكي” لا تبالغي في القطع والخفض .

ويؤكد هذا الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “يا نساء الأنصار اختفضن (أى اختتن) ولا تنهكن” (ألا تبالغن في الخفاض)، وهذا الحديث جاء مرفوعاً (نيل الأوطار للشوكانى جـ1 ص113 ) برواية أخرى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

اذن فخفاض المرأة اي ختنها هو ليس من ملة ابراهيم ع ، بل من خلال روايات عن النبي ص ، ونحن بيّنا رأينا وهو لا يمكن اعتماد اي حكم لا وجود له في كتاب الله تعالى ، سوى كونه مذكور في الروايات ، لذا فيصبح ذلك الخفظ للمرأة حرام .

اما ختان الرجل الذي هو اقل ضرراً من ختان المرأة ، فهو لا يعدو كونه سنة اتبعها ابراهيم (هذا ان صدقت الروايات) ، والتي حُكمها حسب تلك الرواية هو كحكم نتف الابط وحلق الشارب والاستحداد وتقليم الاظفار ، تلك الامور التي لا يمارسها اغلب المسلمون اليوم سوى اللهم منها تقليم الاظفار فقط .

فكيف نشترط ذلك العمل ونجعله حكماً من احكام الاسلام ، وهو لا يتعدى كونه سنة حسنة في احسن الاحوال ، خصوصاً بوجود الآية الشريفة 4 من سورة التين .

بسم الله الرحمن الرحيم

وخلقنا الانسان في احسن تقويم ..

أترك تعليقك