كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 24 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 26 الحدود في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب ..

عبر القرآن الكريم عن القصاص بالحياة لشدة اهميته ، ولكن نوع وتطبيق ذلك القصاص يتغير ويتطور بتطور الزمان ، ففي ذلك الزمان لم تكن سجون ومحاكم قضائية وجنائية متطورة بالشكل التي هي عليه اليوم ، فكان الجلد وقطع اليد مكان السجن ، وقطع الرأس هو بمثابة الاعدام .

ويجوز من خلال احكام القرآن الكريم ، تطبيق حكم الاعدام في حالات خاصة كالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد ، ولكن بعد التمحيص الجيد والنظر بتلك القضايا في المحاكم العليا المختصة ، والذي يوكل امر مثل تلك الاحكام الى المختصين في مجال القضاء والاصلاح الاجتماعي والطب النفسي ، كل وحسب اختصاصه ، لكي لا يقع الخطأ الفادح بإعدام برئ والعياذ بالله .

اما القتل الخطأ فهذا تحدده المحاكم ، فإن ثبت لديهم ذلك فلهم ان يسجنوه حسب القوانين العرفية المتبعة .

ولا يمكن ان نطبق شرع (تحرير رقبة مؤمنة) كون ذلك غير موجود اليوم في مجتمعاتنا ، اما الدية فهذا ما يقر به الشرع والعرف .

اما قطع يد السارق المذكور في القرآن الكريم ، فهو لا يتم إلا في ظروف اقتصادية واجتماعية ممتازة ، وحينها لا تكون سرقة بالمعنى المعروف .

اذن فمعنى اقطعوا ايديهما لا يطبق سوى في تلك “المدينة الفاضلة” .

اما ما يخص بعض الاحكام التي نجدها في بعض الكتب العفنة من التاريخ الاسلامي كالرجم والحرق والرمي من شاهق وهدم الجدار على الانسان ، فتلك امور بربرية موضوعة حاشا لكتاب الله الكريم ونبيه ص ان يقولون بها ، لذلك لا تستحق الخوض بها .

أترك تعليقك