كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 24 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 27 الغناء والموسيقى في الاسلام

لاحرمة على سماع الموسيقى والغناء في الاسلام على الاطلاق ، فالله لا يحرم عبثاً ، حاشاه تعالى من العبثية ، بل يحرم الاشياء ان كانت تتسبب بضرر على الانسان ، فأين هو ذلك الضرر الذي ينتج بسبب الموسيقى والغناء ؟

فما بالنا اذا كان هو العكس تماماً ؟ حيث اكدت دراسات علم النفس الحديثة على ان الموسيقى تريح الاعصاب وتخفف من توترها .

لذلك نرى اليوم الكثير من علاجات المعوقين من الاطفال تكون من خلال الموسيقى والغناء .

الادلة الشرعية على الحلّية :

الدليل الأول – كل شئ مبني على الاباحة إلا اذا جاء نص قرآني يحرمه ، وليس هناك آية تحرم ذلك على الاطلاق ، بل هي آية شريفة واحدة لا علاقة لها بفنون الموسيقى والغناء ، استدل منها الفقهاء خطأً دليل تلك الحرمة المزعومة ، والتي لا علاقة لها بباقي الفنون الانسانية الاخرى .

الدليل الثاني – تخبط فقهاء جميع المذاهب في هذا الامر ، فمنهم من حلل ذلك ومنهم من حرمه ، ايضاً من خلال تفسير تلك الآية الشريفة .

اذن إستدل الفقهاء على حرمة الغناء والموسيقى ، من ألآية 6 من سورة لقمان

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِين ..

اولاً – ماعلاقة لهو الحديث بتلك الفنون الفطرية الراقية ؟

ألا يمكنني ان امارس لهو الحديث الضار والعياذ بالله من دون غناء ولا موسيقى ؟

نعم فلهو الحديث كأن يكون كلاماً باطلاً فيه تشهير بالاعراض وقد يؤدي الى فواحش او جرائم ، وبذلك يصبح عذابه مهيناً .

وليس سماع فن المد والترجيع في الصوت البشري والذي يُعَبّر عنه بالغناء ، والذي خلقه الله عند الانسان ليعبر به عن فرحه وحزنه وبقية احواله الاجتماعية بكل سلام ووِد .

ثانياً – عذاب مهين لمن يسمع الموسيقى والغناء ! بل هذا عذاب اعده الله تعالى للكافرين ، والادلة من القرآن الكريم على ذلك كثيرة .

ذكر البارئ تعالى ذلك النوع من العذاب (مهينا) ثلاث مرات في سورة النساء ، وتؤكد الآيات الشريفة على انه للكافرين .

بسم الله الرحمن الرحيم

1- وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37)

2- إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)

3-أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)

فهل يستوي عنده تعالى وهو اعدل العادلين ، الكُفر وسماع الموسيقى والغناء ؟

هذا هو تفنيد لدليلهم الخاطئ من خلال سوء تفسير آيات القرآن الكريم .

ادلتهم من الاحاديث المنسوبة زوراً لنبينا الكريم ص :

وقال صلى الله عليه و سلم ؛ صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)

اقول ؛ اذا كانت الاحاديث الصحيحة بمجموع طرقها هي بهذى المستوى ، فما بالنا بالغير الصحيح منها ؟

ادلة اخرى ، كالعادة من احاديث صحيحة !

وروى أبو داوود في سننه عن نافع أنه قال ؛ سمع ابن عمر مزمارا قال ؛ فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال فقلت لا ! قال فرفع أصبعيه من أذنيه ، وقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116).

هل من داعي ان اضيع وقتاً اكثر من هذا ؟

وهذا رأي آخر للفقهاء في تلك المعضلة الكبرى .

“الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد، فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على مقال نشر في الملحق لجريدة المدينة الصادر يوم الأربعاء الموافق 30 \ 9 \ 1420 هـ بعنوان (ونحن نرد على جرمان) بقلم أحمد المهندس رئيس تحرير العقارية ، يتضمن إباحة الغناء والموسيقى والرد على من يرى تحريم ذلك ، ويحث على إعادة بث أصوات المغنين والمطربين الميتين ، تخليدا لذكراهم وإبقاء للفن الذي قاموا بعمله في حياتهم ، ولئلا يحرم الأحياء من الاستمتاع بسماع ذلك الفن ورؤيته .

وقال ليس في القرآن الكريم نص على تحريم الغناء والموسيقى .

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد كان يستمع إلى الغناء والموسيقى ويأمر بهما في الأعياد والمناسبات ، كالزواج والأفراح .

ثم قال وهناك أحاديث ضعيفة يستند إليها البعض في منع الغناء والموسيقى لا يصح أن تنسب للصادق الأمين لتغليب رأي أو منع أمر لا يوافق عليه البعض” .

ثم ذكر آراء لبعض العلماء كإبن حزم في إباحة الغناء .

اذن وبعد ان تأكدنا من عدم وجود دليل على التحريم من القرآن الكريم ، وكذلك بعد ان رأينا تضارب الآراء فيما بين الفقهاء حول صحة تلك الاحاديث التي تُنسب زوراً لرسولنا الكريم ص ، لا يبقى لنا ادنى شك بأن الاستماع الى الموسيقى والغناء حلال .

التعليقات

  1. ثائر جعفر باقر

    احسنت وبارك الله فيك
    وفيت وكفيت
    ان ما فهمته من البحث ان تحريم الموسيقى سواء ان عزفا او سماعا هو بدعة لا تستند الى أية صريحة او حديث وكل بدعة ضلالة
    ويراد بها ان يظهر الاسلام بمظهر المتخلف والرجعي
    وأشكرك مرة اخرى وعلى وعلى الجميع ان يطّلع ويعلم ولا يكون ببغاءا

    رد

أترك تعليقك