كتب في قسم مقالات دينية متفرقة | تاريخ 26 فبراير 2015 | الكاتب

العولمة والارهاب

مقدمة ..

الارهاب وخصوصاً منه المتعلق بالتطرف الديني او المذهبي ، هو ليس وليد الساعة ، بل قديم قِدَم الاديان .

وبعد قرون من الظلم والحروب وسفك الدماء التي تسببت بها الاديان المختلفة ، تحضرت الشعوب وهذبت من نفسها وارتقت الى مصاف الانسانية الحقيقية ، من خلال القوانين الوضعية والمدنية التي سنتها ، وأمرت بالتسامح مع الغير ، ذلك التسامح الذي اوصت به جميع الديانات وبالخصوص الدين الاسلامي .

ذلك الفن الذي ابتعد عنه المسلمون ليتخلفوا عن ركب التقدم الانساني لاقرانهم من البشر .

ولكن ما اظهر الارهاب على السطح في وقتنا هذا وتناميه وتزايده ، هو العولمة التي زادت من سرعة انتشاره بين القارات والشعوب بواسطة ماكنتها الرئيسية والحديثة ، ألا وهي تكنولوجيا المعلومات .

علاقة الارهاب بالعولمة ..

في زمن تتصاعد فيه العولمة بسرعة فائقة ، وتتناقص فيه الحدود الجغرافية والثقافية بين شعوب المعمورة ، نرى تجمعات اقليمية غاب عنها حب الاوطان ، ولا تتمسك بروح المواطنة ، بسبب تأثرها بأفكار متشددة بنيت منذ قرون على قراءة خاطئة للقرآن الكريم ، اي من دون العناية والدراية بعلم التأويل كون بعض السلف قد حرمه ، وكذلك على روايات واحاديث زائفة وملفقة عن النبي الكريم ص ، وضعها الوضاعون المحترفون عبر الزمن لاسباب كثيرة سنتطرق اليها بالتفصيل في مجال آخر .

ومن أساطين من كَتَبَ في تلك الاحاديث التي دمرت الاسلام واوصلتنا الى تلك الهاوية التي نحن فيها اليوم ، (والتي بسببها اصبح سب نبينا المصطفى ص امر تعودنا عليه ، ليس فقط من قبل بعض الاوروبيين الغير مسلمين ، بل من قبل المسلمين انفسهم) هم ابن تيمية وابن القيم والنووي .

وما زاد الطين بلة هو تبني اكبر واغنى دولتين اسلاميتين هما السعودية وايران لمشروع ظاهره جميل ، هو حفظ القرآن الكريم .

فلا يوجد لدينا دليل واحد من القرآن الكريم على وجوب حفظه على الاطلاق ، بل العكس من ذلك تماماً ، فنجد الايات الشريفة الكثيرة التي تؤكد على التدبر فيه ، وشتان ما بين التدبر والتأمل وذلك الحفظ الطوبائي .

وهنا من يسأل وما الضير في حفظه ؟

الجواب على ذلك هو : ان مشروع حفظ القرآن الكريم ، والذي هو مجرد لقلقة لسان لا علم فيها ولا روح ، قد تغول على المشروع الاساس والمنصوص عليه وهو التأمل والتدبر في القرآن الكريم .

فنرى الجهود المضنية تُبذل والاموال الكثيرة تُصرف في تلك المهرجانات والمباريات التي تقيمها تلك الدولتين الاصوليتين المتشددتين ، من اجل الحصول على المراتب العليا في جمع كؤوس الفوز في ذلك المشروع الهدّام للبشرية ، والذي ادى الى ظهور طبقات من البشر وكأنها مبرمجة الكترونياً ، لا كلام لها سوى الايات الشريفة من دون وعي ودراية بأهم عِلم ذكره القرآن الكريم الا وهو التأويل .

ذلك العلم الذي تم التعتيم عليه من قبل الكهنوت الاسلامي ، والذي عَتّموا عليه بشئ مشابه وهو التفسير اللغوي ، والذي غالباً ما يكون مغاير للتأويل الفكري .

فنشطت جماعات متشددة لا روح لها ولا عقل سوى عضلات الشريعة المغلوطة الفتاكة ، ليس في عالمنا العربي القريب ، بل وصلت فتوحاتهم الجديدة الى قلب الصين شرقاً ، التي راح فيها بعض “المواطنين” الصينيين من المسلمين يَقتُلون (بواسطة السكاكين) المارة في الشوارع من اخوانهم في المواطنة ، وهم يرددون تلك الايات الشريفة التي تعلموها من دون تأويلها الحقيقي ، من خلال آلة العولمة تكنولوجيا المعلومات ، مثل شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات التي تبث سمومها في كل بيت بكل حرية ، او حتى السفر لبلاد المسلمين الذي اصبح سهلاً يسيراً ومتدني الثمن .

لتتجاوز تلك الفتوحات الجديدة فتوحات الاسلاف التي وقفت عند جنوب فرنسا ، لتتجاوزها وتعبر المحيط لتصل حتى الى العالم الجديد .

وراحت تلك الفايروسات البشرية في كل مكان تدخله ، تبطش بالانسان المُكَرّم بحجة ارضاء الله تعالى من خلال ما فهموه .

وهذا هو بالضبط ما استفادت منه تلك الدولتين الاسلاميتين من اجل استعمال الدين الفتاك كورقة ضغط لاجل مصالح شخصية بحتة ، مرة مع غيرهما من دول العالم ومرات مع بعضهما البعض ، فنجد الهوة ما بين المسلمين تتزايد بسبب ذلك الشحن والتطرف ، والذي ادى الى تجميد العقول من ان تبدع في اي شئ ينفع الانسانية .

وما احتكار الدين من قبل ذلك الكهنوت الدموي الممتهن له ، الا الآلة الشديدة الربحية من اجل استمرار ذلك السرطان في جسد الامة الاسلامية .

إذن فالمجال الواسع مفتوح لكل انسان وبكل حرية ، ان يبحث ويتبصر ويتأمل في القرآن الكريم لكي يصل الى الحقيقة التي ترضي الخالق تعالى ، والتي هي خلاف ما يريد ذلك الكهنوت البشع .

كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 26 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 34 كيفية قراءة القرآن الكريم

القرآن الكريم هو دستور حياة للمسلمين كافة ، لذلك فقراءته تختلف عن قراءة القصص والروايات ، ولا من كمية مطلوبة من قراءته وكأنها مسابقة ، فلان كان يختم القرآن ستون مرة خلال شهر رمضان المبارك ، وآخر كان يقرأ القرآن كله في سجدة واحدة ، حتى وصلت تلك المباراة الى حفظه على ظهر قلب من قبل الاطفال ، والذي لا وجود لاي دليل في القرآن الكريم على حفظه .

ففي كل ما تقدم سيكون القرآن مجرد وسيلة للرياء والكسب المادي من خلال الشهرة ، دون الانتفاع الحقيقي منه .

بل اذا قُرئ بصورة خاطئة اي بدون فهم للتأويل ، فسيكون سلاحاً خطيراً بيد اولائك المراهقين واليافعين الذين لم يكتمل عندهم نمو وتطور الدماغ ، كونهم لا يزالون في مرحلة النمو الطبيعي .

لذلك ترى مشايخ السوء والتطرف يغرون تلك الاعمار بكاريزماتهم الكلامية من اجل كسبهم وجر ارجلهم الى بعض المساجد ، تلك المساجد التي هي لم تعد بيوتاً للرحمن بل حولها الكهنوت الى بيوتاً للشيطان الذي يعبد فيها من دون الله .

فأساطين القتل والارهاب امثال بن لادن والزرقاوي والآلاف من امثالهم من جنود إبليس ، كلهم تربوا في تلك المساجد الشيطانية وعلى يد الكهنوت المضلل ، فمن منهم كان يشرب الخمر او يتردد على الحانات والمراقص ؟

ولم يقرأوا قصص آرسين لوبين او قصص نجيب محفوض الشيقة او كتب الفيلسوف علي الوردي القيّمة وغيرها ، بل لم يكن لديهم من سلوى سوى كتاب الله الاسير بأياديهم الملوثة ، يقرأونه ليل نهار لتزداد شراهتهم للدم الحرام .

اذن فلا من وجود لذلك الهوس والشعوذة المتمثلان بحفظ القرآن الكريم ، بل هي قراءة بتدَّبر وتفكير وتأمل طويل ، فعسى ان تقرأ في العام الواحد آية واحدة وتفهم تأويلها جيداً وتطبق احكامها ، خيراً من قراءة القرآن كله في ساعة واحدة .

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ..

ففي هذه الآيـة المياركة اراد الخالق ان يبين لنا أن الغرض الأساس من إنزال القرآن الكريم هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة التي يؤجر من يتلوها .

كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 26 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 33 حكم الوضوء في القرآن

حكم الوضوء في القرآن

لا يشك اثنان على ان حكم الوضوء جاء من اجل النظافة ، والدليل هو قوله تعالى في الاية الشريفة 6 من سورة المائدة

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يُريدُ اللّهُ لِيَجعلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَج وَلكن يُريد ليُطهّركُمْ..

وكان الماء الذي هو اساس تلك النظافة المقصودة، شحيح في شبه الجزيرة العربية التي عاش بها الرسول الكريم ص والمسلمون الاوائل ، لذلك قننها الله تعالى بتلك الغسلتان والمسحتان ، من خلال نفس الاية الشريفة ، من اجل الاقتصاد في تلك المادة الحيوية .

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ..

وكالعادة تنازع فقهاء المسلمين فيما بينهم ليصل ذلك النزاع الذي اساسه هو السلطة والجاه والمال ، الينا نحن عموم المسلمين مهما كانت مذاهبنا ، لنقع ضحايا لتلك النزاعات الكهنوتية .

ونحن كمسلمون نعلن برائتنا الى الله من تلك النزاعات التي افتعلها غيرنا ، بعناوين شتى كالقراءات الصحيحة الذي يدعيها البعض ، والمغلوطة التي يتهمون مخالفيهم فيها .

ولهاذا الطرف فقهاءه وفطاحلته في اللغة العربية ، ولذلك الطرف ايضاً علماءه واساطينه في نفس اللغة .

والمشكلة دائماً هي اما حرف واحد او فتحة او كسرة الخ. كما في الواو في بحثنا هذا ، او بفتح اللام او كسرها ، او ان تكون النقطة كما في آية التأويل .

فذلك يشتم ويلعن ويكفر بل ويحث على قتل من يسميهم “بالروافض” كونهم قرأوها بكسر اللام ، لذلك فهم لا يعطفون الرجلين (المختلف على تنظيفهما) على اليدين المتفق على غسلهما ، بل يمسحون عليهما فقط .

والاخر يكفر ويلعن ويتوعد بالدرك الاسفل من النار لمن يسميهم “بالنواصب” ، كونهم قالوا بفتح اللام الذي من خلاله يتم عطف الرجلين على اليدين اللتان تغسلان الى المرافق .

اي فقه هذا والطرفان يشهدان بالشهادتين ؟

ونجد المعتدلين من الطرفين يقولون لا بأس إن كان المخالف على خطأ في وضوءه ، فإن مسحَ برأسه ورجليه فهذا صحيح بالنسبة له ، ويتفضل عليه بعدم دخوله النار وإن لم يقرأ الآية بصورة صحيحة .

وكذلك الطرف الآخر يقول بالنسبة للذين يغسلون ارجلهم ، لا ضير في ذلك وإن خالف نص القرآن القائل بالمسح على الرأس والرجلين .

هنا وبعد كل ذلك العرض الطويل المُمل على خلاف دام لاكثر من اربعة عشر قرناً من الزمن ، لما يقارب ربع سكان الارض ، ازهقت بسببه ارواح كثيرة وسفكت فيه بحور من دماءهم وانتهكت اعراض لا يعلم عددها سوى الله تعالى .

كل ذلك اما بسبب خلاف في القراءة للقرآن الكريم الذي نزل بلغتهم ، او بسبب حديث موضوع مكذوب عن النبي ص .

ومنهم من يقول ان الاغسال الواجبة فقط تجزي عن الوضوء ، ليخالفهم بذلك نظيرهم في الدين نفسه ويقول جميع الاغسال ، الواجب منها والمستحب تجزئ عن الوضوء !

الخلاصة ..

اي غسل لجميع اجزاء الجسم ، سواء كان واجب ام مستحب ام بلا اي نية كانت ، هو قطعاً يجزئ عن الوضوء .

كتب في قسم من فقه التأويل | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

الحلقة 32 أُسس الاحكام الشرعية في الاسلام

تخبط المسلمون منذ القدم في طريقة بناء احكامهم الشرعية ، فهم تارة يعتمدون على تفاسير قرآنية خاطئة لا تراعي علم التأويل الذي حرمه فقهائهم ، واخرى على احاديث نبوية وروايات اما لأئمة اهل البيت ع او للسلف الصالح رض .

ونحن في الاسلام الليبرالي كنا دائماً نبين رأينا بتلك الاحاديث والروايات وبكل صراحة ووضوح ، وهو عدم الاعتماد عليها في بناء الاحكام الشرعية .

فأغلبها موضوع بلا ادنى شك ، سوى ما تطابق منها مع الايات الشريفة ، ونجد فقهاء المسلمين ولقرون طويلة يتراشقون فيما بينهم بتهم الكفر لمن خالفهم في الرأي فيها ، ان كانت صحيحة او ضعيفة او مرسلة او موضوعة .

لذلك يكون القرآن الكريم ، المحفوظ من قبله تعالى ، والمتفق على عدم تحريفه ، هو المصدر الوحيد لبناء الاحكام الشرعية .

هنا سنضرب مثلين اثنين ونكتفي ، كون الامثلة على ذلك لا حصر لها ولاعدد ..

1 – عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن الرسول ص قال “عقل الكافر نصف عقل المؤمن” رواه النسائي والترمذي والبيهقي وصححه الألباني .

وعلى ذلك الحديث المكذوب عنه ص والمرفوض عقلياً ومنطقياً وحتى شرعياً ، كونه تعالى خلق جميع خلقه في احسن تقويم ولم يفرق في عطاياه ونعمه عليهم .

بني حكمٌ في الاسلام هو : تكون ديّة ذلك الكتابي الذمي الغير حربي هي نصف دية المسلم بحسب المالكية والحنابلة .

وهذا هو الفيصل والدليل على نفي هذا الحديث ، من عنده تعالى في القرآن الكريم ، والذي يقول في جميع الخلق

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ..

وآية شريفة اخرى ، ايضاً تخالف ذلك الحديث الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ..

وهنا يقصد الله تعالى الانسان بغض النظر عن معتقده .

وهل المسلمون فقط هم ابناء آدم ؟ ام وحدهم من ينتمي للانسانية ؟

آية شريفة اخرى

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء: الآية92) .

وبحسب هذه الآية الشريفة ، قالت الحنفية بتساوي ديّة الذمي والكافر مع ديّة المسلم .

وذهب الشافعية إلى أن دية اليهودي والنصراني (اهل الذمة) هي ثلث دية المسلم ، ودية الوثني والمجوسي ونحوهما ثلثا عشر دية المسلم ، ودليلهم في ذلك ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عمر بن الخطاب، قال “دية اليهودي والنصراني أربعة آلاف ودية المجوسي ثمانمائة” وذكره الترمذي في سننه .

2- حديث “أنا الضحوك القتال”

ذلك الحديث المكذوب عنه ص ، والذي يمثل اول طعنة بشخص النبي الاكرم ص ، فهو يتعارض مع قوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( القلم 4 )

لكن نرى ان ذلك الحديث الموضوع يذكره بلا تحقيق او تمحيص ، شيخ الإسلام في عدة من كتبه كالسياسة الشرعية ودرء التعارض والصارم المسلول وهداية الحيارى ومنهاج السنة ، وكذلك يذكره ابن القيم في زاد المعاد ، وذكره ابن كثير في التفسير .

كتب في قسم مقالات دينية متفرقة | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

الصفوية في الميزان

كثر الحديث عن الصفوية والصفويين، وخصوصا في السنين العشرة الاخيرة اي ما بعد التغيير الامريكي في العراق، قيل ان التسمية مشتقة من اسم جد الملوك الصفويين والذي لم يكن ملكاً بل متصوفاً ويدعى (صفي الدين اردبيلي). عندما نجح اسماعيل شاه بتأسيس امبراطوريته التوسعية التي سميت بالدولة الصفوية. ومن ثم خرجت الصفوية من اطارها اللفظي التاريخي الى سُبة تستخدم جهلاً ضد الشيعة بصورة عامة وشيعة العراق بصورة خاصة، سوف اخوض في الاسباب والنتائج المتعلقة بذلك بعد اطلاع القارئ الكريم على نبذة عنها.

تُعرف الصفوية مضموناً بانها التسييس الايراني للمذهب الشيعي الجعفري من اجل الهيمنة والحكم، وبسبب طموح اسماعيل شاه الصفوي اول ملوك الدولة الصفوية في ١٥٠١م لتوسيع رقعة مملكته وحكم المنطقة الاسلامية باسرها وذلك بعد توسع نفوذه في ايران والسيطرة عليها كليا وبعد ان قام باجبار شعوبها على اعتناق المذهب الشيعي عنوة،

كانت طموحاته منافسة الامبراطورية العثمانية ذات المساحات الشاسعة من الدول العربية والاسلامية، والتي هي حكمت ايضا باسم الدين الاسلامي والمذهب السني الحنفي بعد تسييسه لمصالحهم الشخصية، ولكنه رأى ان منافسته اياهم لزعامة العالم الاسلامي بأسره مستحيلة، لان ذلك يتطلب خوض حروب طويلة محسومة النتائج لصالح العثمانيين، وخضع جمهور الشيعة من العرب وغيرهم لنفوذه بعد استعماله اساليب الترغيب والترهيب، و رافق ذلك الطموح الكثير من القتل واراقة الدماء، (واسماعيل شاه هذا يذكرنا بالملك البريطاني هنري الثامن وزوجاته السبعة عندما اراد تطليق احداهن فأضطر لتغيير مذهب الشعوب البريطانية من الكاثوليكية الى البروتوستانتية، هذا ما هو مذكور، ولكن الحقيقة هي تنافس مع الفاتيكان الكاثوليكية، فقام بأبتكار مذهب جديد من اجل النفوذ والهيمنة اللاهوتية على مساحة اكبر، وكذلك يذكرنا بأنفصال محمد علي جناح من الهند بحجة تأسيس دولة خاصة للمسلمين حباً بهم، وهذا ايضاً ما يقال والحقيقة هي حب الانفصال والسيطرة والحكم والجاه، وكذلك يقال السبب هو خلافه مع نهرو حول عشيقته وهي زوجة اللورد مونباتن الانكليزي، وكذلك صاحبنا اسماعيل يقال انه تشيع بسبب طلاق احدى زوجاته وهو سكران، اذن الجميع يشترك بقاسم مشترك وهو المرأة ! )، والاهم هو ابتكاره ذلك الاسلوب الذي في غاية الذكاء، ألا وهو اختلاق بِدعٍ وطقوس متطرفة من خلال دس روايات مختلقة وموضوعة عن النبي (ص) والائمة الاطهار من اهل بيته (ع)، و ذلك لاستمالة عواطف الشيعة الذين حُرموا من مزاولة شعائرهم الاسلامية المعتدلة تحت حكم بني عثمان الطائفي الجائر، وذلك بالاعتماد على رجال دين شيعة اتى بهم من جبل عامل في جنوب لبنان، كالشيخ البهائي والحر العاملي والمحقق الكركي وكثيرون غيرهم، وكان الشاه يأمر وهم يسطرون ويملؤون الكُتب، اي مال وعز وجاه.. مقابل ما تريد منا يا شاه ! وكانوا يتبوؤن مراكز قضائية عالية في الدولة الصفوية، وكان يغدق العطاء الجزيل لهم، وانشأ شاه اسماعيل مجلسا اعلى لعلماء الشيعة برآسته، ورصد له ميزانية كبيرة لتحقيق احلامه وطموحاته في السيطرة والهيمنة عن طريق المتاجرة في المعتقدات. فمنذ ذلك الزمن تغير نمط حياة الشيعة في كل مكان، وبأوامرٍ منه وممن خلفه في الحكم من اخوانه واولاده بدأت الكتب العقائدية الشيعية الجديده تظهر للوجود، بكل ما فيها من بدعٍ واساطير ورواياتٍ موضوعة والتي تعمل على توسيع هوة الخلاف السني الشيعي الذي كان من قبل شيئاً لا يكاد ان يذكر، بعد ان رسموا صوراً مشوهه للخلفاء الراشدين (رض) والبعض من الصحابة الاجلاء، ومن تلك الكتب التي لا حصر لها ولاعدد والتي كانت بمثابة الطعنة الكبرى في قلب الفكر الشيعي المعتدل والمتسامح، هي سلسلة “بحار الانوار” المُسيّسة للعلامة محمد باقر المجلسي ذو المائة وعشرة من الاجزاء والتي تحتوي على ما يقشعر له البدن من رواياتٍ موضوعة تخدم مصالح ملوك الصفويوون التوسعية والطائفية، والتي يقول فيها مؤلفها (اسميتها بحارًا لاحتوائها على الغث والسمين)، لدرجة بحيث امر السيد الخميني في ثمانينات القرن الماضي بحذف بعض الاجزاء مما يسمى بالمطاعن والتي كانت شعاراً للدولة الصفوية، حيث كانوا يطعنون بالصحابة الاجلاء وامهات المؤمنين (رض) جهراً وعلناً لدرجة جعلت شيعة الحجاز والقطيف المعتدلين الكرام يمتعضون ويرفضون ذلك ويُآخَذون بذنب غيرهم ويدفعون الثمن، واراد احد المتطرفين المعاصرين اعادة طبع اجزاء تلك المطاعن في لبنان فهدد بالقتل، فخاف وعدل عن ذلك.

وكان من اول ما سيسه الصفويوون من المراسم الشيعية هي قضية عاشوراء الانسانية، فاختلقوا قصصا وروايات متناقضة و كثيرة على شكل كتب ادعية منسوبة الى الائمة الاطهار من آل بيت الرسول (ص) ومن تلك الروايات مايسئ حتى لآل البيت (ع) انفسهم، وكذلك ادخلوا التطبير بالسيوف للضرب بها على الرؤوس، والسلاسل والاشواك الحديدية للضرب بها على الظهور، وفتحوا الباب على مصراعيه لتدخُل خزعبلات من الترك ومن الهند كالمشي على النار في يوم عاشوراء والتَبَرك بتقبيل حصان يدَعّون انه من احفاد حصان الامام الحسين المسمى ذو الجناح، وخرافات اخرى كثيرة لتشوه تلك المسيرة الناصعة والمبادئ الصحيحة التي من اجلها خرج ابي الاحرار الامام الحسين بن علي (ع) ليقارع الظلم والاستبداد، كل ذلك من اجل الحلم الصفوي الهدّام. ولكن هيهات ان يطفئوا نور الله.

فمناسبة عاشوراء كانت عند الشيعة في زمان الشريف الرضي علم اعلام الشيعة وفخرها، ان يجتمع الشيعة والسنة معاً للاستماع الى القرأن الكريم ومن ثم يتبادلون الشعر في مدح الفضيلة المتمثلة بالامام الحسين (ع) ورثائه بطريقة تليق بمن كان جده محمد المصطفى (ص) وابوه علي المرتضى(ع) وامه سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع) واخوه الامام السبط الحسن المجتبى (ع).انظروا كتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي للدكتور علي شريعتي.

حتى مات اسماعيل شاه الصفوي مسلولا عن عمر يقل عن الاربعين سنة، ليخلفه الشاه طمهاسب، وهكذا تستمر مسيرة التوسع والنفوذ الصفوي على حساب اتباع مذهب آل البيت (ع)، من قرصنة لتراثهم الناصع والغني واستبداله بما يناسب هوى السلاطين.

واستمرت مأساة الشيعة طوال فترة حكم الملوك الصفويوون، حتى جاء نادر شاه مؤسس الدولة الافشارية والذي اطاح بدولة الصفويين، وكان معتدلاً، حيث اراد ان يزيل تلك المظاهر الطائفية في ايران، من سب للصحابة (رض)، ولكنه سرعان ما اغتيل على يد متطرفين.

نعم انتهت الدولة الصفوية ولكن آثارها المأساوية على الشيعة مازالت باقية، فكل ذلك الارث الثقيل من اطنان من المؤلفات بقيت كجمرة لم تخمد نارها لتستعر ثانية، اي بداية لعهدٍ صفوي ثانٍ اخطر بكثير من سابقه، ولكنه بصورة اخرى اكثر دهاءاً، فالشاه او الملك في الدولة الصفوية الثانية لا يسمى كذلك، بل يسمى اية الله العظمى ونائب الامام المعصوم، والمرشد الاعلى، فهو الدين والدنيا في آن واحد وحلقة الوصل بين العِباد والسماء، وكذلك فالصفوييون الجدد تبنوا فكرة شاذة تماماً ودخيلة على الفكر الشيعي تمكنهم من السيطرة على الشيعة بقبضة فولاذية، الا وهي “ولاية الفقيه” التي تقول ان المرجع الاعلى هو بمثابة ومقام النبي (ص) والعياذ بالله وله كل صلاحياته، وبالنتيجة فأن من يخالفه الراي فهو كافر ويستحق الموت في نظرهم وهذا ما يقولوه علناً، وكل غايتهم في ذلك هي نفس غاية اسلافهم من الملوك الصفويين الاوائل وهي الحكم الاستبدادي والتوسعي، عن طريق الاحتلال الفكري وليس العسكري، وهذه المرة اتوا بعنوان مختلف ولكن المضمون واحد وهو تسييس المذهب الشيعي لضمان استمرارية الدولة الصفوية الثانية، ومعاقلهم الرئيسية من بعد ايران هي كالعادة العراق ولبنان اللذان هما دائماً وعبر التاريخ يشكلان خطين احمرين بالنسبة لهم، تلك الدولتان اللتان ابتلييتا بهذا الكابوس المدمر، وهم اليوم يدفعون ثمناً باهظاً من عدم الاستقرار والفقر الاقتصادي والاجتماعي بسبب هذا الاحتلال لهما، فتراهم يخاصمون من تُخاصم ايران ويتصالحون مع من تصالح، ولكن طموح الدولة الصفوية الحديثة هذه المرة اكبر بكثير من حدود تلك الدولتين، فعيونهم على شعب الخليج العربي اولاً لما لديه من الخيرات الكثيرة، وما تدخلهم في البحرين بعنوان مساعدة شعبها المهمش لخير دليل على ذلك، وهذا لا ينفي معاناة الشعب البحريني الآصيل من الاهمال والتهميش الكبيرين بحقه، ولكن لا يمكن معالجة خطأ بخطأ افدح منه، ولينظر الشعب البحريني الكريم الى الشعوب الايرانية التي تغلي وتإن من شدة الظلم والحيف والاستبداد والفقر المتقع الذي تعيشه بسبب حكامها المستبدون. وكذلك تدخلهم السافر في الكويت والامارات العربية، فهل يوجد بهما شعب مهمل او مهمش ؟، ثم توجهوا الى اغلب دول افريقيا واجزاء كبيرة من آسيا بعنوان ظاهِرَهُ نشر التشيع، والهدف الحقيقي منه كما اسلفنا هو الهيمنة السياسية والفكرية والاقتصادية على تلك البلدان، ونشروا خلاياهم النائمة في كل اصقاع الارض للنهوض في الوقت المناسب، وبروز فئة “الصفويين الجدد” وهي فئة عالمية اي لا تختص بالايرانيين فقط بل من مختلف الجنسيات العربية والاسلامية، فهم يعملون على نشر فكرة ومبادئ الحكم الصفوي بقيادة الاولياء الفقهاء تحت غطاء نُصرة التشيع لآل بيت النبي (ص) والذين هم منهم براء،

وهنا تقع مسؤلية كبيرة على عاتق كل محبي الحرية من المسلمين سنة كانوا ام شيعة، ان يكونوا متحدين يداً بيد لانقاذ الدين من ذلك الفايروس الفتاك الجديد، وذلك بالعمل الجاد على نبذ الفرقة، تلك الفرقة التي تشكل الوقود الضروري والاساسي لبقائهم وتوسعهم.

وما نهاية طاغوت سورية إلا ضربة موجعة لتلك الامبراطورية لما يشكله لهم من مخلبٍ حيوي في المنطقة.
– See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2012/9/762118.html#sthash.Ex8QwOsb.dpuf

كتب في قسم مقالات دينية متفرقة | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

تجارة الموت

كلنا سمع بصناعة الموت الرائجة هذه الايام، متناسين ان للموت تجارة ايضاً، وان كان هناك تداخل ما بين الحرفتين، كما هو معروف ان التاجر هو المروج للبضاعة كما الصانع الذي هو المنتج او المنفذ لها، لذلك فأن الاضواء كلها مسلطة على الجهة التنفيذية لتلك السلعة البائسة، كالقاعدة والسلفية الجهادية وحماس والجهاد وحزب الله وجند الله وثار الله الخ من تلك الاسماء المرتبطة زوراً بأسم الخالق تعالى والدين الحنيف الذي شُوه والنبي الاكرم (ص) الذي يسب اليوم جهاراً بسبب افعالهم الاجرامية، اما التجارة المحركة لتلك الصناعة القذرة والتي تكون عادة مدعومة من قبل حكومات دول مارقة تأوي اولائك الصناع الأشرار وتمنحهم المساعدات اللوجستية والاقتصادية وقد تصل في بعض الاحيان الى الحصانات الدبلوماسية، فرأينا النظام الدموي السوري آوى الكثير من مجرمي الشعب العراقي واحتضنهم وكأنهم عُملة نادرة لتحرير الجولان! من امثال محمد يونس الاحمد وحارث الضاري ومشعان الجبوري وكثيرين غيرهم، فمنهم من دَبّر ومنهم من خطط ومنهم من حرض ومنهم من ساعد على التنفيذ لقتل النفس المحرمة عرفياً قبل ان تكون محرمة شرعياً وفي كافة المعتقدات، وما ذلك شلال الدم العظيم والمستمر لما قارب العقد من الزمان في العراق الا بسببهم، وكذلك نرى الاردن (وان كانت ليست من الدول المصنفة بالمارقة) التي لها حصة معلومة من النفط العراقي (الزهيد الثمن للغير والغالي الثمن على شعبه) بعنوان شرائه بسعرٍ مخفض!

ليس الآن وفي ظل الحكومات الاسلاموية المتعاقبة فحسب، بل كذلك خلال فترة حكم صدام ولا نعرف لماذا، والاردن كما هو معروف فهو يأوي بعض الجماعات المشبوهه والمعادية للشعب العراقي، وكل ذلك يجري سراً بمعنى ان تنفي تلك الحكومات علناً ما تفعله سراً، وتنبذ العنف في كل المحافل الدولية حتى لا تـُُؤاخذ قانونياً على افعالها، وكانت هذه الدول بمثابة المثال لا الحصر، ولكن ان تجد دولة تعيش في العصر الحديث هذا وهي جزء من منظمة الامم المتحدة و منظمة التعاون الاسلامي، تتباها في التهديد العلني بالموت لكل من يخالف زعمائها في مجرد الرأي او الفكر، فهذا قد يعتبر ضرباً من الخيال ولكنه ومع شديد الاسف حقيقة معلنة على مرأى ومسمع الجميع، وهي ليست وليدة الساعة بل منذ ان اعتلى زعمائها الدينيين سدة الحكم.

جمهورية ايران “الاسلامية” ومنذ تولي الخميني سلطة البلاد اعلن نظرية شاذة في الحكم، ألا وهي نظرية ولاية الفقيه سيئة الصيت، والتي هي وبأختصار شديد وبدون ادنى احراج ان يكون للولي الفقيه ما للنبي (ص) بالضبط، فله ما له وعليه ماعليه، لذا فعدم طاعته او تنفيذ فتاواه واوامره هو كفر صريح ! وذلك عن طريق بسطاء الشعب الايراني الذين ايدوه في ذلك الوقت. استطاعت الدولة الايرانية ان تبث الرعب والارهاب في قلوب كل من يخالف ذلك النبي المزعوم في الرأي، بالفتوى الشهيرة والمعلنة والمؤيدة رسمياً من قِبَل الخميني نفسه ومن قِبَل دولته واتباعة، ومن ثم جاء وريثه خامنائي و حل محله في تلك “السلالة النبوية” المزيفة، ونص تلك الفتوى مترجم للعربية هي “الموت لمن هو ضد ولاية الفقيه”!

وكما هو معروف كان المقصود بها آنذاك المرجع الشيعي الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي رحمه الله والحوزة الدينية في النجف الاشرف كافة وكل مقليدهم من الشيعة، فسفكت الدماء بسبب هذه الفتنة الفتاكة عن طريق الاغتيالات والاعتقالات والاعدامات والنزاعات المسلحة، ان كان ذلك في ايران او في العراق او في لبنان او الهند او الباكستان، الخ..

ومات الخميني واتى من هو اشد منه تمسكاً بها، فالخميني كان عالماً مجتهداً حسب رأي المطلعين، ولكن من خلفه لم يكن كذلك بل كان خطيباً وواعظاً لا اكثر، وكذلك على رأي نفس المطلعين، والحقيقة لم نكن نحن شيعة العراق واعين لخطرها علينا آنذاك، ولكن ما اثار كاتب هذه السطور الآن للتعرض لهاذه الظاهرة التي مضى على العمل بها اكثر من ثلاثة عقود، هو بدأ عملية ذكية جداً وشديدة الخطورة على السلم والاستقرار الهش اصلاً في مجتمعاتنا، وهي انتاج وتصدير جيل جديداً لاولياء الفقية اصغر حجماً من خامنائي ومرتبطين به مباشرة، وتوزيعهم على الدول التي يكثر فيها التشيع واول تلك الدول المتضررة هو بلدنا العراق المثقل بتحكمهم السلبي في كافة المجالات عن طريق الحكومة العراقية المصنوعة اصلاً من قِبَلِهم، ونرى كل ذلك يتجلى بوضوح في قنواتهم الفضائية، انظروا على سبيل المثال قناة الكوثر، وهناك واجب اخلاقي ووطني علينا هو الدفاع عن بلدنا وان نحارب من يريد بنا السوء، ولكن ليس بالدم او بالعنف مثلهم كوننا مسلمين حقيقيين وبالتالي مسالمون، بل بالفكر والقانون و قبل فوات الاوان. اذا فأنا ادعوا كل الشرفاء والغيورين من محبي الحياة والانسانية في العالم ان يؤيدوا مشروعنا الذي تبنيناه وهو رفع دعوى قضائية على الحكومة الايرانية لايقافها عن بث تجارة الموت تلك ومحاسبتها عنها وذلك تحت البنود القانونية لمحكمة لاهاي الدولية، وذلك بأستدعاء كل من روج لتلك التجارة الدموية للمثول امام القضاء لينالوا جزائهم العادل، لكي يصبح العالم اكثر اماناً واستقراراً باذنه تعالى الذي سن العدل والمساواة في محكم كتابه العزيز.
– See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2012/9/764795.html#sthash.M9F8902s.dpuf

كتب في قسم مقالات دينية متفرقة | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

آلية الحرب الفكرية

اليوم ، الكل يتحدث عن ضرورة الحرب الفكرية على داعش الى جانب الحرب التقليدية ، ولكننا لم نسمع شيئاً عن آلية تلك الحرب .

كون امريكا عرفت من خلال تجاربها الفاشلة خلال السنوات الماضية ، ان ضرب العصابات الارهابية لوحده كانت نتائجه عكسية وأدت الى زيادة في اعدادهم ، وكذلك زيادة في حواضنهم بسبب تعاطف الشعوب المسلمة المحرومة معهم ، لذلك بدأت بالتفكير بضربهم فكرياً وعقائدياً .

فهي تضرب القاعدة لاكثر من ثلاثة عشر عاماً في افغانستان واليمن والصومال وباكستان ، والنتيجة هي وليد جديد اسمه هذه المرة داعش ، الذي هو اكثر شراسة وضراوة وارهاباً ممن سبقه من المسميات العديدة كطالبان والقاعدة والنصرة وجندالله وغيرها، المشتقة من ذلك الارهاب الديني .

فمن اجل ضرب الفِكر بفِكر مغاير ، يجب ان نكون محيطين تماماً بذلك الفكر العدو ، من خلال فهم حقيقي ناتج عن دراسة معمقة له ، وبعكس ذلك سنخسر هذه الحرب ايضاً .

ما هو فِكر داعش ؟

فكر داعش ببساطة هو الشريعة الاسلامية التي يستمدونها حرفياً ونقلياً من القرآن الكريم ، لتتغوَل تلك الشريعة عندهم على باقي العقائد الاسلامية الاخرى ، اذن فهم مسلمون ومصدر تشريعهم هو القرآن .

نحن اليوم احوج الى طبيب ليساعدنا على القضاء على خلايا تنموا بشكل كبير على حساب خلايا اخرى ، من خلال علاج فعال يُحَجم تلك الخلايا المتسرطنة التي تريد القضاء على الاسلام الحقيقي .

سؤال يطرحه الكثير ، ماهو الاسلام الحقيقي ؟

الاسلام الحقيقي هو الاسلام المتكامل والشامل لهذه الاحكام الثلاث بالتساوي .

1- الالهيات ( العقل )
2- المعاملات ( القلب )
3- الشريعة ( العضلات )

عندما تسير تلك الاحكام الثلاثة معاً وبصورة متوازنة نحصل على دين متكامل وصحيح ، وهو الاسلام الحقيقي الذي يمكن ان يكون دستوراً لحياة المسلمين جميعاً على مدى الازمان .

مَثّلنا الالهيات بالعقل كونها مجرد تفكير بحت في شؤون الخالق ، ومَثّلنا المعاملات بالقلب كونها مجرد علاقات البشر فيما بينهم مبنية على الاحاسيس والمشاعر ، ومَثّلنا الشريعة بالعضلات كونها لا تفكر ولا تحس ، فهي مجرد سيف لتنفيذ العقوبات .

فالعقل والقلب هنا ، يعملان كصمام أمان من سطو تلك العضلات المسلحة والفتاكة ، دون السماح لها من ان تتغول عليهما كما هو حاصل اليوم بسبب خلل في النمو .

اذا كان كارل ماركس اعتقد آنذاك بأن الدين هو افيون الشعوب ، فالكثير يراه اليوم قنبلة هيروشيما الشعوب .

في الدول الاسلامية المتطرفة والمنتجة للارهاب ، نجد جيوشاً من الجهلة والرعاع من العاطلون عن العمل يُحَفِظونهم القرآن بلا فهم مقابل اجور مادية ومعنوية ، وذلك من اجل تجميد وتعطيل عقولهم كي لا تفكر او تبدع ، علماً بأنه لا يوجد نص قرآني يحث على حفظ القرآن .

فنجد الشاب يحفظ آيات تقول جاهد وقاتل الكفار والمشركون الخ. من دون شرح للتأويل الذي هو في اغلب الاحيان مغاير تماماً للنص ، اي لا يغذون لديه العقل ولا القلب سوى العضلات .

إسلام اليوم الذي تغولت فيه تلك الشريعة التي نسبتها من الدين هي الثلث ، وبسطت نفوذها على الثلثين الاخرين الالهيات والمعاملات ، هو النسخة المشوهة من الاسلام الحقيقي ، والتي هي غاية في الخطورة على بني البشر ، وبعيدة كل البعد عن القيم الحقيقية التي اتى بها الدين المحمدي الحنيف .

وكذلك يسمى فكر داعش “بالاسلام السياسي” الذي يكون خال من كل رحمة وعقل ، وهو من فتك بالنسخة المحمدية الاصلية .

اذن يمكننا استنتاج ما يلي :

فكر داعش او الاسلام السياسي هو نسخة مشوهة من الدين تكونت بسبب ما ذكرناه .

فمن اين تبدأ الضربة الفكرية ؟

الحل الجذري والنهائي هو ليس بضرب اي شئ على الاطلاق ، بل هو صياغة اسلوب جديد لفهم القرآن الكريم ، وهذا الاسلوب اساسه القرآن الكريم نفسه .

القرآن الكريم ليس بالكتاب البسيط والسهل الفهم على الاطلاق ، ففيه الظاهر والباطن والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وفوق كل ذلك فيه التأويل الذي قال فيه تعالى لا يعلمه الا هو ، من خلال الاية الكريمة ،

بسم الله الرحمن الرحيم وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، اذن فهناك تأويل لكل آية فيه يعلمها الله تعالى ولا نعلمها نحن ، فكيف وصل المفسرون الى تلك التفاسير التي يضرب بعضها البعض ؟

اذن فالقراءة الخاطئة للقرآن هي من انتج داعش ومن قبله تيارات دموية كثيرة ، وبالتأكيد ستنتج في المستقبل المزيد من التطرف والتشدد والاجرام .

فهناك آيات كثيرة تبدوا للكثيرين انها تتناقض فيما بينها ، خصوصاً في ما يخص الكافرين والمشركين واهل الكتاب ، هناك تخبط واضح عند المسلمين من هو المشرك ومن هو الكافر ، وهل ان اهل الكتاب من ضمنهم ام فقط البوذيون والهندوس والسيخ ؟
والتي يعتبرها المفسرون بأنها لا تعبد الله .

ومهما تكن تلك الديانات فنحن متخبطون حول التعامل معها ، هل يشملهم القتل والسبي ام الجزية ام التسامح ؟ ومتى نطبق آيات التسامح الديني مثل لكم دينكم ولي دين ، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

يقول المسلمون ان جميع تعاليم القرآن الكريم اتت لكل زمان (وإن كنا لا نرى ذلك، راجع قسم من فقه التأويل/الحلقة 44) فكيف يحققون ذلك من دون الرجوع الى تأويل القرآن الكريم ؟
خصوصاً في آيات القتل والحروب والجزية الخ,

تلك الايات التي تُدَرّس للشباب في مدارس القرآن من دون تأويلها الصحيح ، انتجت لنا هذا التطرف الدموي المقيت الذي اضر بالمسلمين قبل غيرهم .

ما يخص التفسير ، على سبيل المثال لا الحصر :

قال تعالى ؛ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ .

فمن هُم اولائك الكُفار الذين حض الله المؤمنين على ضرب رقابهم وشد وثاقهم ؟ وخيَّرَ المؤمنين فيهم بين القتل والاسترقاق او مبادلتهم بأسرى ، هل من المعقول ان يكونوا بشراً مسالمون ونافعون ولكنهم مسيحيون او يهود او بوذيون مثلاً ؟
ومن هم المؤمنين المقصودين في تلك الاية الشريفة وفي كل آيات القرآن الكريم ؟ هل من المعقول ان يكون اولئك القتلة من الطغاة ومتعطشي الدماء كون هويتهم الاسلام المحمدي ؟
فهاذا سوء ظن كبير بالخالق تعالى وهذا هو الكُفر بعينه .
كان هذا احد التفاسير الاسلامية للاية القرآنية !!
اليس هذا بالضبط ما تفعله داعش ؟

وهنا اود الاشارة الى ظهور بعض التوافه من المعممين في السنوات القليلة الماضية ، الذين طعنوا بصحة القرآن وبأصل الدين الاسلامي برمته ، والذي ادى الى مزيداً من التعصب كون القرآن يشكل دستور الحياة المكتوب لاكثر من مليار مسلم .

لذلك يجب ان تتضافر الجهود الدولية ، ليس من اجل الضرب والحصار الاقتصادي ، الذي لم ينتج عنه كما اسلفنا سوى المزيد من التجنيد لذلك الارهاب العالمي والتعاطف معه ، وبالتالي حواضن شعبية واسعة لرعايته ، بل للعمل على تبني مشروع بحثاً معمقاً وواسعاً في علم التأويل الحديث ، والذي يجعل القرآن يتماشى مع كل زمان .

ومن اهم واكبر الدول الاسلامية المعنية بالامر ، هما ايران والسعودية كونهما من الدول الغنية والمتشددة اسلامياً ، احداهما شيعية والاخرى سنية ، وبما ان نسبة الشيعة في العالم قليلة اذا ما قارناهم بالمسلمين السنة ، لذلك فحركاتهم المتشددة والمتطرفة نسبتها اقل ايضاً .

ولا ننسى بأن ايران تُعتَبَر دولة مارقة ومخالفة للقوانين الدولية ، برأي امريكا وكثير من دول العالم الحُر ، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها .

فاملنا الوحيد يبقى بالمملكة العربية السعودية لاسباب كثيرة ، اهمها كونها هي المصدر لذلك التشدد والتعصب ، المتمثل بمذهبهم الوهابي الذي تتبناه العائلة المالكة ، والمشتق من الفكر المتشدد لابن تيمية .

والتي بذخت تلك العائلة الاموال الطائلة لنشره في اغلب دول العالم الاسلامية ، بل حتى في اوروبا وامريكا واستراليا وكندا والهند ودول افريقيا ، وهو نفس المذهب الذي تبنته القاعدة والنصرة وداعش وباقي الحركات الاصولية والسلفية الجهادية .

والسبب الثاني هو انفتاحها على الغرب وعلاقتها الدولية المتميزة ، وكذلك امتلاكها للمال والسطوة والنفوذ على الكثير من الدول الاسلامية ، لذلك نطالبها بالعمل الجاد والحثيث لتغيير ذلك الفكر الهدّام الذي فشل العالم كله في القضاء عليه ، ومن خلال تبني مشروع التأويل الصحيح للقرآن .

كتب في قسم مقالات دينية متفرقة | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

الفايروسات الدينية .. سلاح خاسر

الفايروسات الدينية .. سِلاحٌ خاسِر

في خطوة غير مسبوقة ،، السعودية تبدأ بتفكيك ترسانتها من الفايروسات الدينية المختبرية الفتاكة .

بعد ان ابتكرتهم وشجعتهم واطلقت لهم عنان فضاء الاعلام العربي المملوك لها ، تقوم اليوم وبكل شجاعة باسقاطهم الواحد تلو الاخر ، مُبتَدئة بشيخهم الدجال الكاريزماتيك المدعو بالعريفي ، الذي يحضى بشعبية واسعة في الدول العربية والاسلامية بصورة عامة ، وبالخصوص في شمال افريقيا وغربها ، بل وحتى ماليزيا والفلبين والصين .

وانها لبادرة خير وامل ان نرى ان من يصنع شراً ، يصنع معه زر تحطيمه ، كما رأينا بكشف وفضح كذبه امام جمهوره المؤمن به من خلال الاعلام السعودي ، ذلك الجمهور البسيط الذي وقع ضحية لهذا المحرض الدموي عدو الله والانسانية .

اللهم لك الحمد على بوادر لطفك بنا ، ولاول مرة تعلو السعودية بعيني ، تلك الدولة المذنبة بحق كل مسلم وعربي ، كونها الشريك الاكبر في ابتكار تلك الفايروسات القاتلة وحقنها في جسد الابرياء عالمياً .

وكذلك فهي احد الشركاء في تدمير بلدي الحبيب عراق الرافدين عراق المقدسات عراق الاصالة . ولكن ان كانت توبة نصوحة فهي مقبولة .

ومن هنا اطالب شريكها وتوأمها الروحي في صناعة الموت ايران ، التي تفننت هي الاخرى باتقان تلك الصناعة اللئيمة ، على ان تقف موقف الشجعان وتحذو حذوها ، وتبدأ بتدمير ما صنعته في مختبراتها من قاذورات تعتاش على دماء المسلمين قبل غيرهم .

والله ثم والله لو فعلتها ايران وابتدأت بتسقيط الأفاكين والمحرضين على الكراهية ، فعلى الرغم من جراحاتي وآلامي بسببهم كعراقي ، ساقف ناذراً حياتي لتحيتها ما ابقاني الله حيا .

فلا ننسى الارباح التي يمكننا ان نجنيها كبشر اولاً ومسلمون ثانياً من تلك الدولتين الكبيرتين والغنيتين ان توقفتا عن غيهما ، وتحولت ثرواتهما الى صناعة الخير والحياة بدلاً من صناعة الشر والموت .

فالى الامام يا ايران بحق الله عليكم ورسوله وآله اجمعين ، ابدأوا فرحلة الالف ميل تبدأ بخطوة ، وسيؤيدكم الباري تعالى والبشرية جمعاء .

كتب في قسم مقالات دينية متفرقة | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

يا اوباما ، من يتغوط في الطرقات هو المسؤول عن تنظيفها

يا اوباما ،، من يتغوط في الطرقات هو المسؤول عن تنظيفها !

يجتمع العالم اليوم بقيادة امريكا من اجل ايجاد صيغة مشتركة للقضاء على داعش ، وذلك بجمع الجيوش والسلاح والاموال التي اثبتت فشلها في الماضي القريب .
فداعش هي فكر مشوه لا يُقاتَل بل يُحارَب بفكرٍ نَيّر .

فهم بذلك كمن يعالج سرطان الجلد بعملية تجميل لازالة البثور والطفح من عليه ، ليعود ذلك الخبيث ويظهر بعد اسابيع قليلة .

ما هي ألآلية للقضاء على ذلك الفكر ؟

هناك ثلاث دول اسلامية كبرى ، غنية ومتصدرة لمشهد الاسلام السياسي ، وشديدة التأثير في مساره العالمي ، واحدة منها فقط من بيدها مفاتيح الحل الجذري والنهائي .

هم :

1- تركيا
2- ايران
3- السعودية

فمن منهم اكثر تأثيراً فيما يخص القضاء على ارهاب الاسلام السياسي ( فكرياً )الذي يتمثل اليوم بداعش ؟

لنبدا اولاً بتركيا ، تركيا هي دولة علمانية بامتياز منذ ان قضى قائدها ومؤسسها المرحوم اتاتورك على الدولة العثمانية ، دولة الظلم والظلام والتأخر ، لذلك فهي حديثة عهد بالاهتمام بذلك النوع من الاسلام ، ذلك الاهتمام الذي لا يتجاوز العقد من الزمان ، اي منذ ان وصل ذلك الاخونجي اردوكان الى السلطة وبدأ برعاية ذلك المسخ الدموي الاسلامي .

اذن ليس من معتقد الدولة التركية الحديثة رعاية الاسلام السياسي .

ثانياً ايران ، والتي هي دولة إسلام سياسي اصولي بامتياز ، وليست حديثة عهد به بسبب انقلابها على نظام الشاه العلماني منذ حوالي الثلاثة عقود ونصف ، بل هي مُكَملة لدولة الاسلام السياسي الصفوي الذي بدأ منذ اكثر من خمسة قرون على يد اسماعيل شاه صفوي الاردبيلي التركي السني اصلاً ، والذي تشيع َ بعد فشله امام منافسه الاكبر الدولة العثمانية في السيطرة على العالم الاسلامي كلياً ، فأرتأى ان يتنازل عن امارة الكل الكبيرة ويقبل بإمارة الجزء الصغيرة من ذلك العالم الاسلامي ، وهي إمارة العالم الشيعي من خلال التنازل عن مذهبه وتبني مذهب التشيع ، وتلك القصة المعروفة وهي طلاق زوجته وارجاعها حسب المذهب الشيعي .

فايران اليوم هي توسعية طموحة كطموح مؤسسها الاول . ونراها تتدخل في الكثير من الدول الاسلامية كلبنان والعراق واليمن ، وحتى في بعض دول افريقيا وآسيا ، ولها ايضاً خلايا نائمة في دول اوروبا وامريكا ،
وكذلك بيدها المال والنَفَس الطويل ، ولكنها تفتقر اكثر مما تمتلك ، بسبب كونها شيعية المذهب ، ونسبة التشيع في العالم الاسلامي قليلة اذا ما قورنت بنسبة عدد المسلمين السنة .

الاسلام السياسي المتبني للارهاب العالمي هو وهابي المذهب ، امثال القاعدة والنصرة وجند الله وبطل الساعة داعش .

فهذا سبب كبير على عدم قدرتها القضاء على ذلك الورم الخبيث فكرياً ، وهناك سبباً آخر لا يقل اهمية ، وهو ان الغرب وبالخصوص امريكا تَعتَبر ايران من الدول المارقة ، لذلك فهي لا تريدها شريك مع “الاسرة الدولية” للقضاء على داعش .

فلم يبقى سوى ثالثاً وهي السعودية ، المملكة العربية السعودية هي دولة قامت على الاصولية الاسلامية منذ اكثر من ثمانية عقود .

وكذلك هي تتمتع بعلاقات دولية حميمة مع جميع دول العالم الحر .

فهي تتبنى كدولة وكعائلة مالكة المذهب الوهابي الذي بني على افكار شيخ الاسلام ابن تيمية ، المتشددة والمتعصبة تجاه باقي مذاهب المسلمين جميعها ، وبما ان الناس على دين ملوكهم، اصبح اغلب الشعب السعودي الكريم يتعبد بهذا المذهب المتشدد ، الذي فرض عليهم لباس خاص ومزاج خاص في التعامل مع المرأة و غير المسلمين ، بل وحتى مع المسلمين من غير اتباع مذهبهم ، وكذلك معتقدات شديدة التطرف فيما يخص التوحيد تُخالف اجماع المسلمين .

كل هذا الكبت والتوتر والشحن العصبي خلقوا جواً ملائما لولادة تيارات شديدة التطرف لا تؤمن بالحوار ، بل بالسيف من اجل تغيير المجتمعات واجبارها على تبني فكرهم الشاذ وعقيدتهم المنحرفة .

فما ان بدأ النفط يتدفق وتأتيهم وارداته بدأوا بالاهتمام بالمدارس الدينية واطلقوا العنان لها واغدقوا العطاء لشيوخ ذلك المذهب المتشدد ، وكلما ارتفعت اسعار النفط ازداد عدد تلك المدارس ، ليس فقط في المملكة فحسب بل وخارجها ايضاً ، مستغلين فقر اغلب شعوب العالم الاسلامي ، كون غايتهم لم تكن اسلمة المجتمعات البوذية او المسيحية او الهندوسية ، بل نشر مذهبهم بين المجتمعات المسلمة من المذاهب الاسلامية المختلفة ، والتي هي مجتمعات مسالمة في طبعها .

مستغلين وجود بيت الله الحرام عندهم ، والذي ساعدهم كثيراً في مهمتهم الدعوية المذهبية .

فذهبوا الى شرق آسيا وفتحوا المدارس في الهند والباكستان وبنكلادش وتايلاند والفليبين ، وذهبوا الى افريقيا من الشمال الى الجنوب مبشرين بذلك المذهب الجديد ، وكذلك دخلوا العالم الغربي المسيحي في اوروبا وامريكا واستراليا وكندا ، ليلاحقوا المسلمين اللاجئين هناك والفارين من ظلم وتبعات دولهم وانظمتهم الاسلامية ، حاطين رحالهم في دول الغرب ، ينشدون الرزق والسلام والامان من خلال عَرَقهم وابداعاتهم التي اثروا بها تلك المجتمعات المسيحية التي رحبت بهم وآوتهم .

ليخرج منهم اطباء كبار وفلاسفة ومهندسين وعلماء في شتى المجالات ، ولكن لم تتركهم تلك الموجات الوهابية آمنين في غربتهم ، فهي سيطرت على اغلب مفاصل حياة المسلمين هناك ، من خلال الاموال الطائلة التي صرفتها في سبيل تلك المهمة الطائفية .

كل ذلك ومن خلال ما يقارب الاربع عقود من الزمن ، اثمرت افكاراً اسلامية مشوهة وغريبة حتى على المسلمين انفسهم ، ليولد من رحم تلك الافكار وليدهم البكر القاعدة الارهابية بزعامة السعودي اسامة بن لادن .

وبوجود تلك الحاضنات الشعبية التي وفروها ، انجبت القاعدة من رحمها الملوث منظمات ارهابية عدة ، منها طالبان في افغانستان ، وبوكو حرام في افريقيا ، والنصرة في سوريا ، وابو سياف في الفلبين ، واحزاب ومنظمات ارهابية اخرى كثيرة لا حصر لها ولا عدد ، حتى ذاع سيط احد اوغادها المسمى بداعش ، ليفتك في بلاد المسلمين الفتك الاكبر ، اليوم في سوريا والعراق ، وغداً ربما سيعود الى حضن الدولة الوالدة من اجل اصلاحها !

اذن فالسعودية هي اليوم وبلا منازع من يمتلك مفاتيح تدمير تلك ألآلات الفتاكة ، كونها صُنِعت في مختبراتهم ومصانعهم التي يسمونها بالمدارس والمساجد ودور العلم الخ.

فالتدمير يبدأ على يد تلك العائلة المالكة من خلال تفكيك فكر ابن تيمية الذي بنى محمد بن عبدالوهاب مذهبه الشاذ عليه ، ( هذا ان استطاعت ، وإلا على يد حُكام جدد ) ونقض معتقداته المتطرفة بفكر الاسلام المعتدل والمتسامح مع الجميع .

وكذلك دحر فكر السلفية الجهادية التي تدينت بنفس ذلك المذهب الدخيل ، من خلال التعاون مع المعتدلين من علماء الازهر الشريف ، وجعله المرجع الاسلامي الوحيد لجميع المسلمين .

كتب في قسم مقالات دينية متفرقة | تاريخ 25 فبراير 2015 | الكاتب

الكيمياء والتطرف الديني

اخطر انواع الاسلحة ..

من يعتقد ان من بيده السلاح النووي هو الاقوى في العالم عليه ان يراجع نفسه جيداً !

يُعَد سلاح الدين اليوم من اخطر انواع الاسلحة الفتاكة على الاطلاق .

قصة فيها عبرة ..

من اجل ضرب مصالح خصم علماني عنيد هو الاتحاد السوفيتي ، جَرَبَ الغرب صناعة حليف إفتراضي له يكون معادياً عدائاً ازلياً للشيوعية ، ألا وهو الاسلام الاصولي بشقيه السني والشيعي (الموجود اصلاً والمركون على الارفف ) ، من خلال نصيحة قديمة قدمتها لهم بريطانيا ، كونها كانت المالكة لاغلب دول العالم الاسلامي والعارفة لخباياه حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وتسليمها ذلك الارث المهم والثمين الى سيدة العالم الجديد امريكا ، عن طريق الاعتماد على دول في المنطقة تابعة لهيمنتهم على رأسها السعودية .

وانقلب السحر على الساحر ..

فكانت النتيجة هي ارتفاع نسبة الاصولية بين المسلمين بنسبة كبيرة جداً ، وبعد نهاية خصمهم الشيوعي الذي تآكل شعبياً واجتماعياً ، وليس بالقوة الامريكية الجبارة التي اعدت له ، جاء دور التخلص من تلك الجراثيم المختبرية التي صنعتها اياديهم ، والتي بدأت تتكاثر بسرعة مذهلة .

فقامو بضربها بالقنابل والصواريخ التي اعدت اساساً لضرب خصمهم( الوهم) الاتحاد السوفيتي .

وهذا ما زاد الطين بلة ، فهم لم يفشلوا بالقضاء على ذلك العدو الذي اختلقوه فحسب ، بل حصلوا في كل مرة يضربوه على زيادة مذهلة في اعداده .

فوك الحِسن شامة ..

ومن خلال ضربهم العشوائي الذي طال ارواح الابرياء وممتلكاتهم من المسلمين قبل ان يطال هدفهم ، حصلوا على زيادة هائلة في نسبة الحواضن لتلك الجراثيم المميتة ، من متعاطفين وموالين لهم ومعتقدين بصحة ادعائهم وظلامتهم بسبب ذلك العنف الصليبي ضد اخوة الدين ، والنتيجة اليوم هي هذا التخبط الامريكي في كيفية التعامل مع ما صَنَع .

الحل ..

إذن فلا قضاء على تلك الفايروسات الا بضرب مكوناتها الاساسية ، فكما كان الماء هو عبارة عن هيدروجين واوكسجين ، وبإزالة كِلا المكونين يتحول الماء الى العدم ، كذلك الفكر المشوه هذا والذي مكوناته هي آيات قرآنية كريمة بتفاسير شيطانية ، مضاف اليها احاديث نبوية مزيفة .

فقط بنسف هذين المكونين سيتحلل ذلك الفكر الشاذ ويضمحل الى الابد .